يحتفل العالم الأربعاء القادم الأول من مايو باليوم العالمي للعمال، حيث تعد الشريحة العمالية هي الشريحة الأكثر تواجدا في العالم والاكثر قدرة على التغيير متى ارادوا ذلك . تخشى الدول العظمى دائما ثورة عمالها وتسعى دائما إلى حفظ حقوقهم وتوعيتهم بها، والدفاع عنها ومساندتهم كونهم قوة وطاقة لا يستهان بها ولا يمكن إغفالها في سياسة البلد.. انا بالطبع أحكي الآن عن العالم وليس عن اليمن التي يعد العمال فيها هم الشريحة الأوسع والأكثر والأضعف والخارجون عن دائرة اهتمامات الحكومة وسياسة الدولة الفعلية.. هم شريحة يشبهون الجندي المجهول يعملون بصمت ويشيدون أركان الوطن ومع ذلك تنتهك حقوقهم صبح مساء.. للدولة عندنا حسنة واحدة قدمتها للعمال وهي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ولا تستطيع الدولة أن تفخر بمنجز خاص بالعمال غير هذا، ولكن المشكلة تكمن في أرباب العمل الذي لا يزالون يعتقدون أن التهرب من التأمين الاجتماعي ذكاء وشطارة،هناك كثير من الشركات التي لديها عمال بالمئات تستبدلهم كلما انتهت صلاحية أحدهم، لتأتي بمن هو أقوى واكثر طاقة وشبابا وترمي العامل المستهلك كما ترمي النفايات، وتنسى أمره كما لو أنه لم يقض عشرات السنين يبني في تلك الشركة أو المؤسسة مستنزفا طاقته وصحته وجهده، ثم يجد نفسه متكوما في زاوية ما يمد يده للمارة، أعتقد أني كنت قد كتبت هذا الكلام من قبل ولكن ليس العبرة في التكرار بقدر ما هي في الفكرة، فكرة أن صمت هذه الشريحة لن يطول وعلى الحكومة التي اصدرت قانون التأمينات وانشأت المؤسسة ككيان مستقل يخدم العمال في القطاع الخاص، أن تراقب سير تطبيق القانون وان تعاقب الشركات المتهربة من تطبيقه، كون التهرب من التأمين فتح آفاقاً كثيرة للتسول وللجريمة وللحقد على الدولة والمنشآت، ومن يأكلون اليوم من خير العمال ومن جهدهم من يركبون السيارات الفارهة ويسكنون في الفلل والشقق الفخمة، عليهم أن يدركوا جيدا أن للعمال ثورة وأنهم يستطيعون أن يقلبوا المعادلة الآنفة ويدخلوا البلد في دوامة يصعب الخروج منها ولنعد إلى التاريخ ونقرأ عن الثورات العمالية في العالم، فالعامل البسيط ليس له ما يخسره ولو أطلق العنان لغضبه ويأسه وحقده فلن يدع شيئاً في البلد، المتهربون من التأمين في البلد عليهم أن يعوا ذلك جيدا المفتشين الذين يتقاضون مبالغ رشوة طائلة مقابل سكوتهم عن تهرب أرباب العمل في الشركات والمؤسسات ويحابونهم بحق المنهكين والمتعبين من العمال، عليهم جميعا أن يدركوا أن كل ذلك مسجل عليهم وسيأتي من يسالهم من أين لك هذا؟ وسيتقاضون الأجر الذي يستحقونه يوما ما إن لم يوقضوا ضمائرهم وينفضوا التراب عنها.. هذه كلمة يجب أن أقولها حفاظا على ماتبقى في هذا المجتمع من إنسانية يحاول كثير من الفاسدين النيل منها.. بعد ثلاثة ايام سيأتي عيد العمال وربما يكون يوم إجازة للموظفين طبعا وسيبقى العامل مرابطا في عمله يفترش الجوالات ينتظر سيارة ما تأتي لتقله ليحمل على كتفه التراب والأخشاب..؟!!