نلاحظ خلال الأيام الماضية، وبالذات بعد النصف من أبريل كثرة إطفاء الكهرباء، وطول انقطاع التيار الكهربائي، وتصاحبه وسائل الإعلام بالإعلان عن تعرض أبراج الكهرباء وكابلاتها للاعتداء، وتحت عنوان خبر عاجل أيضاً.. ومما نلاحظه أن الخبر العاجل بالعدوان على أبراج وكابلات الكهرباء وخروج المحطة الغازية في مأرب عن العمل هو إضافة المناطق التي تم فيها العدوان، وهي لا تخرج عن ثلاث مناطق في مأرب ونهم، وهي مناطق محددة تسكنها قبائل..أي الاعتداءات صارت يومية، وتتكرر في اليوم مرتين وثلاث مرات.. وهو أمر غريب وغير معقول وليس مقبولاً أن تسكت عليه الدولة “أمناً، وجيشاً”!!! من الأغرب والمدهش أن نسمع من وسائل الإعلام أن هناك وساطات قبلية تقوم بالتفاوض مع المخربين للسماح للفرق الفنية بإصلاح ما خربوه.. أي أن من يقومون بعمليات التخريب للكهرباء غير مجهولين ولا مجهولة أماكن تواجدهم، ومع ذلك لم تقم الأجهزة المختصة أمنياً بأية محاولات للقبض عليهم، وتأمين أبراج الكهرباء وكابلاتهم في هذه الأماكن، وتسيّر دوريات مزودة بما تحتاج من إمكانيات تمكنها من حماية الأبراج والكابلات الكهربائية!!. ليس هناك أي حجج أو مبررات للأجهزة المختصة في تبرير عدم قيامها بالقبض على الجناة وحماية الأبراج وكذا الكابلات الكهربائية مهما ظهرت لتبرر ذلك، ولا يقبل منها سوى أن تقوم بواجبها، والقبض على الجناة، وحماية الأبراج والكابلات من عمليات التخريب.. وفي كل الأحوال تتحمل المسئولية القبائل المجاورة لمناطق التخريب في احتضان وإخفاء المخربين أو اتخاذ إجراءات كفيلة بعدم تكرار العدوان وتكون الإجراءات ضد القبيلة كلها كحاضنة وحامية للمعتدين. لكن نتساءل أيضاً أين التيار المولد من محطة المخا والكثيب بتعز وكذا محطة عصيفرة في تعز؟ فبعد كل إعلان بالعدوان على الكهرباء وخروج المحطة الغازية في مأرب عن العمل نجد التيار الكهربائي كأنه يعود إلى إحدى الخطوط ثم إلى الخط الثاني، ويعاد إطفاؤها بعد دقائق، ثم إعادة التيار إليها ثم إطفاؤها من جديد؛ بدليل أن هناك تلاعباً في الإطفاء وتلاعباً خبيثاً من قبل القائمين على الكهرباء، وهو تلاعب لم يكن يحدث أثناء الإدارة السابقة، رغم أن العدوان على الأبراج والخطوط وخروج محطة مأرب عن العمل كان حادثاً. إن إعلان العدوان على الخطوط وخرج مأرب عن العمل ثم إطفاء العديد من خطوط تعز بعد الإعلان.. ثم إعادتها على خط خط تباعاً ثم إطفاؤها من جديد يثير الشك بوجود تلاعب في تعز وتتحمل مسئوليته إدارة كهرباء تعز، خاصة وأن محطتا المخا وعصفيرة تغطي مدينة تعز. على أية حال فالعدوان المتكرر على الكهرباء والتلاعب في التيار وتوزيعه على الأحياء لا يعكس سوى غياب الدولة والاستهانة بها.. فمتى تشد الدولة حيلها؟!! رابط المقال على الفيس بوك