يحتفل الوطن العربي في مايو بالأسبوع العربي للمرور، وخلال الأسبوع يعززون الثقافة المرورية لدى المواطن العربي، ويؤصلون لعلاقات تعاون مع شرطة المرور، ورجل المرور في كل موقع، ليشعر المواطن أن رجل المرور “صديق” وليس “خصماً”. إن رجل المرور في الشارع ، في الجولة، عند التقاطعات، أينما وجد هو لمساعدة المواطن على السير بسهولة ويسر وبعيداً عن أخطار السير، وحين نقول إن شرطي المرور صديق.. فهو صديق للسائق، وكذا للمشاة الراجلين، وللأطفال، ولكل من يمشي، أو يسير راجلاً أو راكباً. رجل المرور في البلاد العربية يتمتع باحترام، وتقدير كل الناس، لأنه مسئول عن سلامتهم وأمن حياتهم، ولذلك يخضع لتعليماته وإرشاداته كل الناس، كما أن لوحات الإرشادات والتوجيهات المرورية تحترم من كل الناس، فلا يتجاوزها أي أحد.. لأنهم تربوا على أن مخالفة الإرشادات والتوجيهات والتعليمات التي تحملها الشاخصات، وكذا الصادرة من رجل المرور، نعم تربوا.. أي الناس على احترام ذلك واتباعه، وأن مخالفته يعد تخلفاً، وقلة تربية، وسوء أخلاق.. وكل مخالف يزدريه الجميع ويصفوه بقلة الذوق والأدب هذا إن وجد من يخالف أصلاً.. رجل المرور في موقع عمله كأنه مدير عام المرور، بل وزير الداخلية، لا يجرؤ أكبر كبير في البلد أن يتجاوز الإرشادات المرورية، أو يخالف ما على الشاخصات، أو يعصي رجل المرور، لأن كل مواطن سائق كبيراً وصغيراً يعرف أن وراء رجل المرور دولة قوية وقانوناً صارماً. في يوم كنت فيه أسير راجلاً في أحد الشوارع المؤدية إلى ساحة المرجة في دمشق “سوريا” وعند عبور المشاة وقفت إذا بسيارة مرسيدس عليها عميد كامل القيافة، ونحن نعلم ماذا يعني “عميد” في الداخلية لسورية، وكانت الإشارة حمراء، فوقف ذاك العميد لكنه تقدم قليلاً فوق الخطوط المخصصة للمشاة.. فتقدم شرطي المرور “صول” وضرب “مقدمة السيارة” بعصاه الغليظة، وصرخ في وجه العميد ارجع، ارجع، شوه عميد ما بتفهم بالضوابط المرورية، فرجع العميد وهو صاغر.. فقلت للشرطي: ألا تخاف أن يتقصدك هذا العميد، ويؤذيك!! قال: لا يجرؤ.. صحيح أنني شرطي مرور «صول» لكني في موقع عملي لا أقل عن سيدي الرئيس “الأسد”. هكذا رجل المرور في كثير من البلاد العربية، إلا عندنا في اليمن يعد من أضعف أفراد الأمن، لأنه يعلم أن ليس وراءه دولة، ولا قانون.. طبعاً هذا يعود إلى ضعف الدولة، لذا نجد رجل المرور أضعف من أن يوقف دراجة نارية مخالفة، أو يوقف سائقاً متنفذاً مخالفاً، ونحن نلاحظ ذلك يومياً بطول وعرض اليمن. رابط المقال على الفيس بوك