كلما أعبر شوارع العاصمة وأرى تلك التصرفات غير الأخلاقية مرورياً وأرى نفراً من رجال الشرطة بعيدين عن المعترك وكأن الأمر لايعنيهم أشعر بأن المواطن راكباً وراجلاً- محروم من الخدمة المرورية بل يمكن القول: إن شوارع صنعاء مرورياً أشبه بالغابة. بالأمس القريب احتفلنا بأسبوع المرور العربي «4 - 01» مايو 8002م وزعت وسائل دعائية وطُليت الشوارع بإشارات مرورية ولكن دون نصح وتوجيه للمواطن بكيفية استخدامه هذه الإشارات وخاصة أماكن عبور المشاة حيث لم تكلف إدارة المرور نفسها بأن يُرشد أفرادها المشاة بالعبور وإلزام السيارات بالوقوف. أما الباصات فالطريق ملكها وحدها تقف حيثما تشاء ومتى تشاء وكذلك بقية السيارات وإذا مررت بالطرقات السريعة والداخلية سترى العجب من سيارات تتجاوز بعضها من جهة اليسار دون احترام واعتبار لقواعد المرور والحال كذلك بالنسبة للناقلات الكبيرة والمتوسطة التي تتحرك وقت الذروة دون حسيب أو رقيب.. لا أعرف ماهو دور إدارة المرور وأفرادها وهل هذه الإدارة تقوم بجولات تفتيشية لمراقبة مستوى العمل وهل يراقب مدير الإدارة العامة للمرور كيف يعمل الأفراد وهل يراهم وهم يتركون الحبل على الغارب أمام هكذا مشاهد وكأنهم يقولون، «خلوا الجهال يسدوا»، فما إن يحدث اشتباك يتصرف السائقون لوحدهم فترى شجاراً وتسمع سباً وشتماً وتلتفت يميناً ويساراً وترى رجال المرور في ركن الشارع وكأن الأمر لايعنيهم تاركين الميدان لشريعة السرعة والفوضى. والسؤال نفسه موجه لقيادة وزارة الداخلية بالأمس القريب بدأت حملة من أجل ضرورة ربط الحزام للسائقين ثم ترك الأمر على غاربه لأن من الصعوبة بمكان تطبيق ذلك ونريد أن تبذل إدارة المرور قليلاً من الجهد وتتساوى مع أداء مثيلاتها في عدن وتعز والحديدة حيث يشعر المرء بأن رجل المرور يحكم الشارع ويحترم السائق أياً كان دوره، لماذا؟!! لأنه يعمل وينظم مرور الناس والسيارات. تشعر أن هؤلاء يخدمون المواطن ويخدمون التنمية وأن هناك في هذه المحافظات وعياً مرورياً ، ويحترم رجل المرور جميع المتعاملين بفضل دوره. لذا أجدها فرصة للمطالبة بالحد من الإهمال واللامبالاة المرورية وأن ترتقي الإدارة العامة لمرور أمانة العاصمة وهي في عهدها الجديد في ظل السلطة المحلية وعلى قيادة المرور أن تراجع أداءها وتراقب عملية سير المارين وكيف توجههم وأين تقف السيارات لإنزال الركاب فنحن في عاصمة هي وجه اليمن ومن الخطأ أن يكون مواطن العاصمة أقل فهماً وممارسة للحياة المرورية وحتى لا تُنقل هذه الصورة السلبية عن اليمن من عاصمتها، فليس صحيحاً أن يتم التعامل مع الحركة المرورية على طريقة «خلي الجهال يسدوا» حين تترك الشوارع والسيارات تُسيرها الفوضى والاشتباكات دون دور مروري فهذا ما لا نشهده إلا في العاصمة. لذا أتمنى أن تُزال الصورة النمطية لرجل المرور في أمانة العاصمة وأن يشهد المرور حراكاً وفاعلية وأن يقوم رجل المرور بمساعدة الناس في العبور، وإلزام السيارات بالوقوف وفق القواعد المرورية وتوجيه السائقين بعدم تكرار الأخطاء وأن تنتهي مظاهر سير السيارات وإشارة المرور حمراء على الأقل في الساعات الأولى من المساء فهذه تصرفات مخجلة في عاصمتنا.. فهل يجرؤ المواطن اليمني على الإتيان بمثل هذه التصرفات، وهو في الخارج؟ بالطبع لا... لماذا؟ لأن في الخارج الالتزام بأنظمة وقواعد المرور شيء مقدس ويجرم من يخالفها.. لذا لا بُد من حراك إيجابي يلتزم به رجال المرور، ووقف مظاهر الإهمال والترصد لبعض السيارات لأخذ حق القات. تحتاج التنمية للاهتمام بالفرد وتقديم الخدمات له في مختلف المجالات وليس أقلها المرور،ففي مهمته الأساسية الحفاظ على أرواح الناس راكبين وراجلين وسائقين وأن تنتهي ظاهرة اللامبالاة فذلك ما نتمناه!.