لن أمارس دور الواعظ، وأقول للفاشق: ماذا لو داهمك الموت وأنت في غمرة الطاعة لصالح، متلذذاً بتعذيب ذوي القربى، وما شروط التوبة الآن، هل ستُرجِعُ للناس مظالمهم، وتطلب السماح منهم، أم ستظل المصر على أحقيتك في كل شيء. وحتى في لحظة الطاعة العمياء كان «الفاشق» مظلوماً أيضاً، فقد قال: «في عهد علي عبدالله صالح ما في أحد مظلوم مثلي»، ولا أظنه يقول ذلك بحثاً عن دورٍ جديد في نظام جديد، فالرجل لا يتقاضى رواتب وامتيازات كمشائخ “المركز المقدس” الذين يحلبون خزينة الدولة، ويتقاضون رواتب غير شرعية منها، ويقدمون أنفسهم بأكثر من وجه: ثائرين، ومناضلين، ورجال دولة، وقطاع طرق، يعقدون صلحاً مع السلطة، ويبحثون عن ملايين ضخمة فدية للخاطفين، أو لإرضاء الغاضبين، “الفاشق” وكل مشائخ الحديدة من المنفيين من قائمة “مصلحة شئون القبائل” لأنهم من تهامة، لا قدرة لهم على احتراف الاحتيال، وتعدد الألقاب. و«الفاشق» وهو سليل أسرة مشائخ، وملاك كبار، عرفهم التاريخ باسم “الزرانيق” وتعامل معه نظام صالح بوصفه حامي أملاك “مشائخ المركز المقدس”، لا أكثر، وحين حاول الوقوف بشخصية رجل مسئول عن أملاك رجال قبيلته، واجهه «صالح» بقوات الأمن المركزي، وقتل الكثير من منهم. في خمسينيات القرن الماضي، نفذ الإمام أحمد ضد قبيلة “الزرانيق” واحدة من أبشع المجازر الإنسانية في تاريخ اليمن، ونهب أرضهم، ووزع أملاكهم بين الناس، وأكملت الجمهورية المشوار، وما بقي تقاسمه الوريث الشرعي “شعيب الفاشق” ومشائخ “المركز”، ولعل الرجل الآن يشعر بصحوة من ضمير، أراد بها التهاميون استرداد مظالمهم، خاصة بعد أن وجدوا الدولة تسعى بكل ما فيها لمراضاة أبناء الجنوب، والاستعداد لتقديم كل ما يريدونه مقابل التوقف عن دعوات الانفصال. ولا أظن أحداً ظلم كأبناء التهائم، ولذا أجدني أشد على أيدي رجال الحراك التهامي السلمي، لاسترداد حقوقهم، بما فيهم الظالم المظلوم “شعيب الفاشق” الذي قال إن: “أراضي أجدادي في الجروبة نهبها علي صالح والرويشان والحكومة”. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك