الوطن يعيش مرحلة من أهم المراحل الفارقة في تاريخه القديم والحديث .. مرحلة تأتي بعد ثورة عظيمة وحالة تحوّل جذري لكل الأنظمة والقوانين التي حكمت وأدارت شؤون البلاد في المرحلة الماضية . وبطبيعة الحال فإن هذه المرحلة تبدو صعبة وقاسية خاصة وأن الوطن يريد التخلّص من بقايا نظام قديم لايزال متشبثاً بكل ما أوتي من قوة بمراكز تحفظ له جزءاً من كيانه واستمراريته ..وبين الإرادة الحية للإنطلاق في عصر جديد تحكمه قوانين وأدبيات تستمد قوتها وألقها من حماس الشباب وتضحياتهم الجسيمة من أجل إرساء ثوابت جديدة ليمن جديد . نعم هذا التحوّل وهذه الفترة قد يشعر بها البعض أنها تمر ببطء شديد أو أنها تمارس التغيير بخجل لكنها في تصوري تحول يسير في الطريق الصحيح ويستخدم آليات عصرية حديثة في عملية التغيير بعيداً عن العنف والقوة . إننا ندرك جيداً أن هذه المرحلة من التحوّل الوطني مرحلة صعبة وشاقة وثمنها غالٍ .. وها نحن ندفع كل يوم الثمن ، وما هذا الانفلات والفوضى وعدم الاستقرار وظهور بعض النتوءات هنا وهناك إلا جزء من هذا الثمن . هناك أصوات لاتزال تعلو بالصخب في العديد من المدن اليمنية لا لشئ ولكن لأن مصالحها الشخصية تضرّرت ، أو لأنها ما اعتادت أن تعيش إلا في أجواء ملوثة تحفظ لها البقاء . فهي تحاول خلق الفوضى وعدم الاستقرار وتسعى إلى إرباك النظام في القيام بواجباته الوطنية . نحن ندرك ذلك كلّه وعلى استعداد لتفهم ظروف هذه المرحلة لأن ما يطمئننا أن أركان النظام القديم وبؤر فساده تنهار كل يوم وتتآكل وعلى وشك أن ينفرط عقدها وتذهب للجحيم دون رجعة . لتبدأ صفحة جديدة أكثر نصاعةً ترسم من خلالها معالم جديدة لمستقبل جديد أكثر إشراقاً لهذا الوطن الذي عانى كثيراً. وهنا يجب أن توجه كل الطاقات والجهود الجبارة نحو الإعمار والبناء لكل مؤسسات هذا الوطن ، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات المحلية والدولية ومحاولة الاندماج في أسواق الآخرين والاستفادة من تجاربهم. إننا جميعاً أمام لحظة تأريخية فارقة تتطلب من الجميع الانطلاق نحو المستقبل وقيادة عملية التنمية لتحقيق حياة أفضل والخروج من حالة العزلة التي وُضعنا فيها .. وهذا لن يتم إلا بإعادة ترتيب البيئة الداخلية والفكرية والتنظيمية والسياسية بالشكل الذي يسمح بالانطلاق والتطور والاستفادة من تجارب الآخرين . اللحظة اليوم سانحة ويجب التقاطها لنضع أيدينا في أيدي كل الشرفاء والمخلصين لنقف جميعاً في وجه أعداء هذا الوطن من المفسدين والمرتزقة الذين لايحلو لهم العيش إلا على أنين الآخرين . يجب أن نوقف كل هؤلاء المبتورين الذين يعبثون بأمن واستقرار الوطن حتى يدركو أن هناك وضعاً جديداً ونظاماً آخر يتشكّل وفق رغبة جديدة يرسم معالمها أبناء اليمن الجديد بكل أطيافهم السياسية . نحن على يقين إننا ماشون في الطريق الصحيح ، وإننا عن قريب سننتصر على كل المتآمرين والمتخاذلين والمتربّصين بهذا الوطن . رابط المقال على الفيس بوك