أربعة أيام بالتمام والكمال غرقت فيها اليمن بالظلام بعد أن توالت الخبطات على أعمدة الكهرباء ، اربعة أيام عاشها اليمنيون في ارتباك و«حلبطه» وضيق ونكد وكوابيس وتعطيل للشغل .. وأولهم أنا ولن انكر رغم كل شيء أني خرجت منها بتجارب ودروس وأفكار شيطانية (ربما) ومواقف طريفة ومؤلمة بنفس الوقت ، وتعلّمت أن وراء الظلام دائما ما يقبع النور ولكنا لا ندركه ونتحسسه. الاكتئاب طاردني حد الاختناق بدوامة (ماذا أفعل) ، لم يعد هناك شهية لأي شيء .. لم أستطع القراءة ولا حتى الكتابة ولا حتى التفكير بهدوء .. امتنعت عن الخروج من البيت وأنا انتظر الكهرباء لتعود فقط لأفرغ حبر القلم على السطور دون الإحساس بقيود الظلام .. بدا الأمر مقلق فالكهرباء لم تعد وإن عادت فلا تحل إلا كضيف يسرع بالمغادرة بعد أن يُحدث فوضى بمروره !. ثلاجة المنزل تحولت ل ( دولاب ) بعد أن قرح قلبها ، وشواحن الموبايلات تتقاتل فيما بينها أيهم يصافح الكهرباء أولاً وتتفاجأ بشاحن اللاب توب يسبق الجميع ويسرق القليل لتعينه على استقبال الرنات ثم ينطفئ .. الحَر هو الآخر يتواطأ مع الظلام والشعب كله (مُلبب) يبحث عن قطرة ماء باردة تنعش الجسد والروح معا وتكاد أغلب البيوت تخلو منها إلا بحضرة الماطور .. صديقتي ايضا تعاني الاكتئاب والحَر والقهر بعد أن حرق موبايلها والمكيف ببركة اللعب بالكهرباء التي تجهل تماما أننا كبرنا على اللعب جداً !. بالمختصر المفيد ( اكتئاب وقهر وحَر وملل وخمول وخراب أجهزة..يحاصر شعب بأكمله) والحكومة راكنة على المواطير ، المواطير التي لو اختفت من منازل المسئولين لأعادوا الكهرباء بدون تأخير .. هذا كان الجانب المظلم في الموضوع ولعل الذي سيسألني أين الجانب المضيء فيه سأرد عليه : يكفي أننا في الظلام وتحت وطأة الحَر والإكتئاب سنتذكر السماء وسندعو الله أن يمدنا بحبلِ من نور فنغنى به عن نور الكهرباء الذي أغرق القلوب والبيوت بالسواد .. ولا ننكر توارد الإحساس حينها بأننا شعب لم يعد له أمل سوى بخالقه بعد جهود كلفوت وجمهورية الكلفتة في إطلاق على هذه البلاد (بلد الظلم والظلام) ..ورحم الله شعباً عرف جهود مكلفتينه ! محدثتكم من عمق الظلام ... أحلام المقالح رابط المقال على الفيس بوك