في البداية نتقدم بالشكر والعرفان لشعب الصين الشعبية العظيم والذي مازال يُقدم خدماته للشعب اليمني المسكين المزنوق. هذه المرة كانت الزنقة (دسمه) فالكهرباء غائبة كلياً عن المحافظات خاصة صنعاءوتعز وإب وإن عادت (بالوساطة) فهي زائر خفيف لطيف تترك هديتها المخيفة وتغادر إلى غير رجعه!!! ( الشمع ما يخارجش ) هكذا تحدث احد المواطنين أمام محل بيع المواطير، تشتعل وتنطفئ برمشة عين ..البركة في الماطور الصيني !! منذ زمن كان هذا المحل شبه فارغ من الزبائن إن لم يكن مغلقاً وكان البائع يبتسم للمارة ظناً منه أنهم سيقصدونه أما الآن وبعد مرور عدة أشهر انقلب الوضع تماماً , المحل مكتظ بالزبائن والبائع يكاد يبتسم فقط حين يقبض المبالغ , تماماً ستشعر نفسك كأنك ستشتري الأضحية ليلة العيد!! أسعار المواطير كذلك قفزت قفزة نوعية لا مثيل لها لذا عليك أن تجمع وتطرح وتضرب وتقسم وتتسلف حتى تمتلك ثمنه وتهرع إلى محل بيعه لتقف ساعات وأنت (تُفاصل) بائعاً يلهث وراء المزيد بعد ساعات يصل للمنزل بارداً وبطنه خاوية وبانتظار ما يُشعل فتيله !! مهمة إيجاد مادة البنزين ليست بسهلة خاصة بالوضع الراهن وربما تصل لأن تدق باب الجيران وبدلاً من أن تستعير قليل طماطم للعشاء تستعير قليل بترول للماطور !!! لي قصة شخصية مع الماطور وصراع مع الوالد حفظه الله على شرائه ففي بداية الوضع كان يرفض رفضاً باتاً شراءه فهو سبب الحرائق وإزعاج الجيران وفيه مشقة في البحث عن المادة النفطية و و ....بعدها بأشهر (انتظري قليلا ستعود الكهرباء !) مؤخراً (الشعب يريد الماطور ) فبتُ مصرة أكثر على عدم شرائه فبرغم حاجتي الماسة لوجوده إلا أن الشعور بالحاجة ومشاركة المعاناة لأولئك البسطاء تعني لي الكثير فهم لا يملكون ما يشترون به ماطوراً ويعانون إلى جانب الظُلمة والحاجة والخوف إزعاج أصوات المواطير في الحارة وهي تعز سيمفونية (خلوا الماطور لاصي)! يا لها من زنقه مؤثرة لحد أنها تقرب البعض بخيط كهرباء من ماطور واحد أو تبعدهم برفض خيط أيضاً والبركة في ماطور الصين العظيم ... السؤال الذي يبادرني الآن (وماذا بعد؟) هل سيأتي يوم يشتري المواطن فيه الماطور بجمعية لمدة سنتين وبضمان من عاقل الحارة مع دفع ضريبة اشتراك لشعب الصين العظيم ؟! ورسوم إزعاج للحارة وسيحيا الآخرون على أمل ( أن تمطر السماء كهرباء )! حتى اليوم لم نشهد تطوراً ملحوظاً في مشكلة انقطاع الكهرباء سوى أنها تنطفئ أكثر بسبب كلفوت وشلته ليتسنى لآلات الموت زراعته في مساحات اكبر , لذا فالأمل يتجه أكثر بعد الله سبحانه وتعالى في شعب الصين العظيم في مدنا بجهاز أو تقنية أخرى تحل لنا زنقات المواطير والكهرباء.