ازدهرت في السنوات الأخيرة تجارة المواطير وانتشرت المحلات التي تخصصت في هذه البضاعة وانتشرت معها أسماء الماركات وأنواعها وأحجامها المختلفة...والفضل بعد الله سبحانه وتعالى لازدهار هذه التجارة هو ارتفاع أسعار الشمع وقيمة الاستهلاك في فاتورة الكهرباء، فباستطاعة أي شخص الحصول على الماطور ربما قيمته قيمة فاتورة الكهرباء لشهرين متتاليين أي أن بإمكان عشرة آلاف ريال أن تحضر لك (ماطوراً) على سن ورمح وبدون وجع رأس من انقطاعات التيار... هذه المواطير التي ملأت الأسواق وأصبحت من ديكورات أي محل تجاري وأمام باب المحل وخصوصاً المحلات التي تعتمد على الكهرباء كالإنترنت والبوافي وغيرها تستدعي منا الوقوف قليلاً والتأمل قليلاً قليلاً قليلاً لكي نعرف مدى الجهل الذي وصلنا إليه من حيث البحث عن الأرخص والأسهل والأقل وزناً..ولا يهم لدينا جودة المنتج أو مدى كفاءته.. فهناك مواطير تشتغل بالبترول وأخرى بالبترول المخلوط بالسليط(الزيت) وأخرى بالديزل... وتأسست ثقافة جديدة ومصطلحات خاصة دروس متخصصة لإصلاح هذه المواطير التي لا تكفُ عن (الحنين)..كل هذا أو ذاك يعود للإخوة في الصين الذين وجدوا في اليمن مقلباً وسوقاً رائجاً لبضاعاتهم المختلفة وتقنياتهم التي أصبحت من الهوايات لديهم..ونشكرهم على تعريفنا بهذه البضائع والتقنيات لأنه لو لم تكن قد جاءتنا بضائعهم لما استطعنا شراء حتى هاتف جوال فعلى ما أذكر أن الجوال كان يباع في الأسواق اليمنية بأكثر من خمسين ألف ريال في بداية توليه العرش في ثقافة الاتصالات لدينا..لكن هل المواطير أيضاً يتم صناعتها في الصين بالطريقة الشعبية أو طريقة السلتة أو الزبادي (أسبوعين) ويفتح الله عليه أو ارجع دور لك مهندس بعده... إنني لا أنكر فضل إخواننا في الصين الذين أضاءوا ليالينا في رمضان فلقد حصلت على فرصة توصيل خيط من عند جاري العزيز الذي ألح علي إلحاحاً أن يربط لي من ماطوره (الحبوّب) وذلك للاستفادة من ضوئه عند الانقطاعات وقت العشاء أو السحور...وحقيقة فقد كافح هذا الماطور واستطاع أن يتحمل معنا طيلة الشهر الكريم وقد بدأت أفكر في شراء ماطور شبيه به لكن جاري قال لي إنه اشتراه قبل سنوات ولم يعد موجود مثله في السوق بل هناك نسخ مقلدة منه..فهل سيأتي اليوم الذي نشتري فيه مواطير سفري كأمواس الحلاقة يستخدم مرة واحد فقط احتمال... نكتة أحد اليمنيين النزقين الهرمين صاح في ابنه قائلاً له: مطّر الشاغول.. شطّر الماغول.. شرّط الغامول.. غمّل الشاطور.. وهو يريد أن يقول له بكل بساطه: شغّل الماطور...!! ولكن بسبب الانفعال تلخبطت عليه الأمور وأخيراً .. إذا اشترى أحدكم ماطوراً فليكثر أسلاكه وأفياشه وليتعاهد جيرانه... وإلى اللقاء في ماطور آخر...