قالوا الحياد في الإعلام كذبة كبيرة قلنا مش مشكلة كذبة.. كذبة.. ولن نطلب الحياد المطلق من أية وسيلة إعلامية، ولكن أن تكون المصداقية كذبة هي الأخرى في الإعلام فأحسن لنا كصحفيين وإعلاميين أن “ نعطف ونجزع “، إن فقد الإعلام الحياد والمصداقية فما الذي سيتبقى فيه..؟؟ أخبرنا أحد الدكاترة في كلية الإعلام إن الإعلامي واحد من اثنين “ إما مطبل أو دوشان “ وحسب وجهة نظره فلا ثالث لهذا التقسيم، وعلى كل إعلامي أن يصنف نفسه ضمن الوصفين السابقين، وإلا فإنه سيغدو مسخاً لا مكان له في الواقع الإعلامي في بلادنا.. قبل يومين اتصل بي أحد الزملاء الصحفيين من محافظة أبين ليخبرني أنه قرأ خبراً في مواقع إخبارية تتحدث عن واقعة زواج رجلين مثللين في مدينة التربة في اليمن، وأخبرني بأنه سيدع التعليق لي فيما يخص تعز، ربما لمعرفته المسبقة بعصبيتي، وحين عدت إلى المنزل تصفحت المواقع التي تناقلت هذا الخبر فوجدتها كلها مواقع تابعة للحراك ومن والهم، لم أستاء من الخبر، رغم كونه يهدف إلى نشر إشاعة من شأنها تشويه سمعة تعز، واعتبرت الأمر داخلاً في قسم الدوشنة، وأن هذه المواقع متخصصة بالدوشنة؛ لأنها في العادة مرتبطة باللون الأسود، الذي هو لازمة للأخوة الحراكيين، ولكن ما استفزني حقاً أن أجد الخبر في موقع مكتوب بهذه الصيغة “أثارت حادثة زواج رجلين مثليين في مدينة التربة مديرية الشمايتين انتقاداً شعبياً واسعاً” تخيلوا انتقاداً شعبياً واسعاً، يعني الدنيا مقلوبة داخل التربة، والمستفز في الموضوع أن يكون الزواج تم بحضور الأهل والمقربين من الرجل وفي حفل بسيط ربما لأن العريسين مازالا يكونا نفسيهما، وانتهى الخبر بهذه القفلة الدوشانة، والجدير بالذكر أن مثل هذه الأخلاق منتشرة انتشاراً واسعاً في المحافظات الشمالية من اليمن، لدرجة أنها بدأت تقلق المجتمع وتخاف أن تصدر إليه...!!؟؟ أي والله الموقع كتب هذا الكلام، وهذه القفلة، ومن "صدقه على راسه بطحة، بس ماحسس عليها سعما الناس" تخيلوا المجتمع في جنوب الوطن يخاف أن تغزوه هذه الأخلاق المنتشرة في شمال اليمن وبالذات في تعز. حين تفقد وسائل الإعلام الحياد نقول لا بأس، ولكن حين تفقد المصداقية فعليها أن تعتزل هذا الفن؛ لأنها غير جديرة بها لكي تحمل هذا اللقب... نظل نحن كمجتمع مسلم فيه كثير من المعاصي والذنوب، ولكننا مانزال نخاف المجاهرة بها، فهل يعقل أن يتزوج مثليان وبحضور الأهل والأصدقاء؟ وأكيد طبعاً القاضي، ويبقى السؤال هذا القاضي من يعرف اسمه وهل هو مثلي أيضاً؟.. ماهي شروط الكتابة في المواقع؟ الشروط التي تضعها وزارة الإعلام حين تمنح تراخيص للمواقع والصحف؟.. وهل يعرف هؤلاء الحثالة أن الاختلاف أيضاً فن لا يملكه إلا من أراد الله به خيراً.. طبعاً الخبر معنون في بعض المواقع “فقط في دولة الاحتلال” يا أخي حسسونا أننا بريطانيا هولاء مش إعلاميين هولاء دواشنة.. رابط المقال على الفيس بوك