من المفارقات العجيبة والأليمة معاً أن (6/6) الشاعر خليل حاوي يكسر حاجز الصمت العربي عن إجتياح الكيان الإسرائيلي للجنوب اللبناني بتوديعه الدنيا التي لاتحوي فيها كرامة للإنسانية في نظره وفي ذات التاريخ يرحل الشاعر الشاب اليمني/رمزي الخالدي ليكسر المعاناة ويتغلب عليها بطريقته ويرتاح من تكسر دمه في جسده الضئيل الجميل: أموت هذه الليلة يعبرون فوضى في سحاب هشيم تذروه غفوة الكتاب كما أنت في الشجن قلبي عامر بالموت المتأمل القاريء لحياة رمزي الخالدي يجدها وإياه في فرقة وينظر إليها بفلسفة خاصة،حياته التي يعيشها هي العد التنازلي للموت ليس إلا،قصائده الباذخة بموت الحياة وضآلتها،فروحه الجافة مطواعة لرؤيته لأنه يجاهر بالهروب من الحياة،لكنه لايغفل أمل الإختيار(إن كان ثمة للموت لامحالة فأرجو أن يكون في آخر يوم في الربيع). وأنت تقرأ شعره يزرع فيك ألم طافح يعبر عن مكنون دواخله ورؤاه،يوظف جمال الألفاظ ويحشرها في نزيف من نزيف قلبه،له طريقته في الشعر في كل مقاطع صياغته له. ترى الموت بصورته الحقيقية: أترين هذا الدمع: : حين يصير بحراً يمجدف الشيء الذي فيه وفي مجدافه أموات هذه الليلة قبل وفاته بأسبوع يسمعني قصيدة للشاعر سعيد عقل والتي غنتها فيروز(طالت نوى وبكى من شوقه الوتر/خذني بعينيك واهرب أيها القمرُ).وأنت تقرأ في نص شعري له: كالموسيقى أفتش في الروح عن ناي عن احتراق مطفأ بروح الفيروز عن أساور من فضة عن أقدام بغدادية وألوان الجرح المشتهي لم تتركه ((الهيدراء)) يأخذ نفس الحرية المطلقة بالعمر فكان ووالده يجوبان صيدليات المدينة للبحث عن حبات الهيدراء ليوقف صرير البرد في مفاصله: وصرائر البرد مجانية الفقراء والرٌحل وحين يعود _يعود إلى كوخه الذي كان أشبه أريحية له يعتكف مع الشعر والضوء: في عيد آذار أهرب إلى وجود خافت أو ستارة زنوبية للكهف السديم. رحمة الله عليه يتوقع حدث حاله المحتوم: حين أموت من المؤكد أني سأشتاقكم ومن اللامؤكد أن دموعكم البسيطة ستحتفل بقبعات مدهونة:: آح هكذا سأفعل حينما أظن أني هربت من جحيمكم يا الله من سيهرش الملصقات،من سيحرس المنطق ليلاً من سيتحرش بي ياالله أخرجني من الخوف كي أموت في الركام اللطيف حتى أنشر عنقي على حبل موتاك بالتأكيد أكلت العمر وحيداً رمزي الخالدي والمولود الذي لم ير أباه كما علمنا أن المجموعة الشعرية له ستصدر قريباًبجهود بعض أصدقائه ولكننا لا ندري ما أسباب تأخر صدورها؟. لكل من يعرف رمزي الخالدي ومن لايعرفه الرحمة على روحه الطاهرة إليّ ، وأبي ونحن نبحث عن حبة الهيدراء في صيدليات المدينة في متاهات من الشعر والضوء عشية البركة بيد أبي وملف خُزامي بيدي كلانا للتعب((علامة فارهة)) دون خبرة سابقة وتجاويف وجع تضيء البلد ملف وعشب واحد رهانات لموت قادم رابط المقال على الفيس بوك