أن أصحو عليك فذاك لأنك الصبح.. تتقاطع حياتنا مع لحظات خالدة، فنذهب وتبقى اللحظات عالقة معنا في مساحة ذهنية تتشابه وأديم الذكرى. نتذكر كم نحن أغبياء بفقدانها؛ كمن يتمسّك بأحرف الحلم ويتخلّى عن تحقيقه. هناك أحلام محاراتها الصدف.. وهناك أنت. قد لا نمتلك بصيرة الجواهري؛ إنما نمتلك التحسر على غيابك. إدراك قيمة الأشياء يُقرّب من الحصول عليها.. تتناسخ الصدف ولكن بأشكال أخرى.. قد لا تحتفظ بجنس الشيء محل الغياب أو الحسرة. أن تعمد إلى مواراة الذكرى أخف وطأة عليك من أن تشتعل بها. فمكانية الاشتعال وزمانية المواراة تتقابل مع قدّاحة التذكُّر وأدخنتك. للصدف الخالدة خياراتها.. ولك الخيار في أن تكون ثمناً لإحداها، أو يكون ثمنك التخلي عنها. قد نؤرشف لحظاتنا المفقودة بأرقام أو حروف.. ونتوسّل عودتها بتكهنات أبعد من يقين البوذي بضلالته. أن تذهب لتحقيق أحلامك أثمن من الانتظار لمجيئها؛ أو لمجيء أشبه بجعل برمودا أريكة لخيالات قد تعجز الصدفة عن مد يدها للنفاذ بك وبها من موات قد يحمل تسمية الانتظار والتوهُّم. أن أصحو ولا أراك، فذاك لإني فقدتك.. في حالة كهذه سأفُعِّل قداحة الذكرى وأهديك رماد الغياب. يا لفداحة الخسارة حينما تكون «خسارتي فيك أنا». رابط المقال على الفيس بوك