فَضَّل الله عزَّ وجلَّ بعض الشهور على بعض لما فيها من مزايا القبول والكرم والامتنان وعوائد الفضل والإحسان ، لِنُكْثِر فيها من الطاعات والأعمال الصالحات. ومن بين الشهور التي حظيت بنزول الرحمات وقبول الدعوات شهر شعبان الذي تُرفَع فيه الأعمال لربِّ العالمين .. ويتشعَّب فيه خير كثير للمؤمنين .. فهو شهر نفحات وبركات فقد قال عنه الإمام يحيى بن معاذ رحمه الله : إنَّ في شعبان خمسة أحرف يُعطي الله بكلِّ حرفٍ منها عطية للمؤمنين ، فهو يُعطي بالشِّين : الشَّرف ، وبالعين : العزَّة ، وبالباء : البر ، وبالألف : الألفة ، وبالنون : النور ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يُنوِّر قلوبنا ويفتح لنا فتوح العارفين. وكان عليه الصلاة والسلام يكثر فيه من الصيام لينال من الله غاية الإكرام ، فقد روى النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان! قال : ذاك شهرٌ يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان ، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم. نعم هذا ما يتمناه الحبيب المصطفى والنبي المرتضى والرسول المجتبى والخاتم المقتفى يتمنى أن يرفع عمله إلى الله وهو صائم ، فهلاَّ تأسيَّنا واقتدينا به!! وشهر شعبان بركاته مشهورة ، وخيراته موفورة ، والتوبة فيه من أعظم الغنائم الصالحة ، والطاعة فيه من أكبر المتاجر الرَّابحة .. جعله الله مضمار الزمان ، وضمن فيه للتائبين الأمان ، من عوَّد فيه نفسه بالاجتهاد فاز في رمضان، عن أنس رضي الله عنه أنَّه قال : كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقراؤوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضَّعيف والمحتاج والمسكين على صيام رمضان وكم نحن اليوم في هذا العصر النَّكِد نشاهد ونرى الفقراء والمحتاجين والمساكين ولا أحد يواسيهم أو يسأل عنهم أو يقف معهم يتضوَّرون جوعاً وألماً وقهراً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله فيا عبد الله: مضى رجبٌ وما أحسنتَ فيه وهذا شهرُ شعبانَ المُباركْ فيا مَنْ ضيَّعَ الأوقاتَ جهلاً بحرمتِها أفقْ واحذرْ بَواركْ فسوف تفارقُ اللَّذاتِ قسراً ويُخلي الموتُ كرهاً منك داركْ تَداركْ ما استطعتَ من الخطايا بتوبة مُخلصٍ واجعلْ مداركْ على طلبِ السَّلامة من جحيمٍ فخيرُ ذوي الجرائمِ من تدارَكْ تَداركْ فيه ما قد فات قبلاً يُحِبُّكَ من يُحاسبنا تباركْ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك