على شاطئ الخوخة وحبات الرمل المشتعلة بحرقة اقدام السيدة سلمى المزجاجي ناشطة التي فاتقت الحقوقيين جلداً وصبراً ودفاعاً من أجل قضيتها .......لم يعرفها نوبل أو منظمات الدعم أو وسائل الإعلام المتنوعة أو مكاتب الميديا.ا السيدة سلمى ......تخاطب أمواج البحر برقة تفتقدها أغلب الناشطات .كلماتها تعانق أوراق النخيل .هدوء ورقة .تتحدث بلهجة تهامية رائعة ..إمرأة أتقنت العطاء بلا مقابل ...عبر ايامها الطويلة تستند على جبال من الآهات والمصاعب .......حملت سلمى (سيدة الأعمال )(سلتها )وبعض من البضائع المتنوعة.....عرضتها عليّ وعلى أولادي ...وبعدها.....سألتني سؤال مفاجئ ...من أين ..أنت؟.....رديت مستغربة من( إب وأعيش في صنعاء).قالت بلد (أم حوار) قلت: أيوه (بلد أم حوار) .....تركت سلة الأعمال وكأنها وجدت ضالتها وأنا مستغربة كونها تعرف الحوار ومؤتمر (أم حوار...)....قالت لي (وصلي رسالة ) ل(أم حوار) أن ابني مسجون في أريتريا مع 800صياد من 9أشهر ........يتعرضون للتعذيب والاهانات والجوع عراة ,.ملبسهم شوالات الدقيق...في عز( أم حر)....ابني وأصحابه بدأوا يبولوا دم ....بالتأكيد لم يحتجزهم الاريتريون ليسكنوهم في فنادق 3أو5نجوم ....لكن لااظن بقاءهم تلك الفترة إلا انتهاك لآدميتهم وإنسانيتهم., وتعذيبهم وتعريضهم للجوع والأعمال الشاقة ووصمة عار تضاف لحكوماتنا السابقة والمتلاحقة التي أصبح الفشل علامة حصرية لها ....في لحظات شعرت أن أمواج البحر اعتصرت فؤادي وانا أرى هذة الأم المكلومة بوجع ...ألم وأمل عودة المحتجزين. بهدوء تابعت في شهر ذي القعدة من السنة الماضية سجنوا (أبني أحمد صالح المزجاجي.وبكر سالم عبد الحق هادي.ومحمد سعيد منوبي وأخيه عرفات منوبي.من أبناء قرية الكدح ....مرسى فاطمة ,,منطقة الخوخة) ...سردت لي أسماء كثيرة لشباب لاحقوا لقمة العيش حتى فم الذئب ..في..شواطئ آخرى ...لن أحاكمهم لماذا ذهبوا للشواطئ الآخرى....سؤالي .......هل هؤلاء يتبعون دولة عليها رئيس جمهورية ورئيس وزراء يعيشون ويمتطون السيارات الفاخرة من عرق جبين هذا الشعب الذي ولاهم ليس تشريفا لشخوصهم غير الكريمة ...وانما ولاهم لرعاية مصالحهم ومتابعة همومهم ...والدفاع عنهم .وإلا فليرحلوا للجحيم غير مأسوف عليهم. واللقمة التي يبلعوها من قوت الشعب حرام عليهم .....وهذا الشعب لم يسلم .حتى من أريتريا الدولة المتوارية .... .. سلمى كانت تتحدث بسرعة خوفا من ان أقاطعها....وذكرت لي أسماء لأناس قالت أنها أوصلت شكواها لهم ولم يفعلوا شيئاً...تسربت أسماؤهم من ذاكرتي سريعا .... السيدة سلمى أصدق ناشطة حقوقية تعول بسلتها أسرة من9أفراد وتحمل هم عودة800صياد.فهي حملت قضية ولدها أحمد وقضية بقية الصيادين . ....لن تشعر بالملل والسأم والقرف وانت تستمع لها ...فهي تسرد بلغة الواقع والصدق والعطاء رغبتها بعودة ولدها وعودة كل الصياديين . ( فقريتها لم يعد يسكنها سوى الاطفال والنساء .........)أحلامها مشروعة وهي تصدق ببساطتها ما تقوله (وسائل الإعلام) أن أعضاء مؤتمر الحوار ملائكة ورسل ومبشرين بالخير ومنصفين لكل اليمن واليمنيين صغيرهم قبل كبيرهم .أرجوكم ...لا تخذلوها ولا تحطموا أحلامها ورجاءها .....قالت انها ستتابع التلفزيون عند الجيران ...لتعرف مصير ولدها ......يا ليتني يا سلمي استطيع ان اخفف عنك أوجاعك ...عسى بهذة الحروف والكلمات أن يكتب لها الوصول لأصحاب القرار والضمير من هذا البلد المتعب .. .أيتها المرأة أعذريني ...واعذري زماننا فلا مكانة للقمم من النساء أمثالك ...«أمي» تأكدي أن أقدامك المحترقة برمال الشاطئ الملتهبة ستوصلك لأيام تفرح قلبك بعودة الغائبين والله سأبذل جهدي ........وتأكدي أن الفرح يزور عشتك الصغير ة قريبا....فأنت أم عظيمة بذلت الكثير .ها أنا أوصل رسالتك عبر«صحيفة الجمهورية» لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزارة الثروة السمكية.ومؤتمر الحوار المتفقون فيه والمختلفون أن ينظروا لمصالح الشعب والبسطاء والضعفاء ......فهو الابقى لنا ولهم وهو صمام بقائهم في مناصبهم .