الشيخ منصور عبده ردمان : الأسر الارتيرية أصبحت مندمجة مع المجتمع المحلي مدير مستشفى حيس: تقدم الخدمات الصحية للأرتيريين مجاناً منسق شبكة الجمعيات: الأسر الأرتيرية تحصل على رعاية شاملة بين الحين والآخر تستقبل مدينة الخوخة مجاميع من المواطنين الأرتيريين القادمين إليها من القرن الأفريقي دون حساب حتى تكونت بهذا النزوح مدينة أخرى بجانب الخوخة الأصلية، أو كما وصفت ب«الخوختين» عند المؤرخين وأوائل الملاحة العربية لما تتصف بالمكان الأمان لسفنهم من أهوال بحر القلزم، ولهذا ظلت وبقيت الخوخة كما كانت عليه المأوى والأمان لهذا النزوح الأرتيري المفترش رمالها اليوم بهدوء دون سؤال.. بينما الصياد اليمني إذا اقترب من الجانب الآخر يسأل ولا يترك حاله إلا بعد أن يصحب مخفوراً إلى أن يعود إلى وطنه دون عودة أو اقتراب من الشاطئ المجاور. عبء يزداد تخوفاً وفي هذا الرحاب الذي تستقبله مدينة الخوخة أصبح هناك أكثر من 450 أسرة أرتيرية تتوزع في بيوت خشبية ذات نمط مخالف تماماً عشش أهل الخوخة يزيد تخوف اتساعها وأعبائها يوماً بعد يوم على كاهل هذه المدينة التي تنعدم فيها ثمار الفرسك والخوخ رغم انشطار اسمها من الخوختين لتسمى بتسميتها الحالية ب«الخوخة». تجانس وتعايش لا مفر منه العجيب في هذا المخيم الأرتيري أنه لا أحد من أهله كبيراً أو صغيراً يريد أن يتحدث للصحافة ، وما إن يشعرون بأن هناك صحافة تجول في أوساط الحي الأرتيري يتفاجأ المرء بأن الأرض قد ابتلعتهم من الوجود ربما خوفاً من المواجع التي قد تكون لها مؤثرات مستقبلية في دراسة ومعالجة أوضاع هذا التجمع السكاني للاجئين غير المشروع في مدينة الخوخة.. رغم مايلاقيه من مدد الرعاية والاهتمام أكان من الحكومة اليمنية أو من الرعاية الأهلية والمجتمعية من المواطن والفرد والأسرة والمجتمع اليمني في مدينة الخوخة بشكل عام.. وكما صادفنا ذلك الرجل المسن إبراهيم الذي رفض وصفنا لأهالي المخيم باللاجئين وقال لنا حرفياً: لا..ليس ليس نحن لاجئون.. نحن في الأرض نعيش منذ سنوات والحمد لله الدولة والحكومة اليمنية ترعانا بكل شيء.. يوجد لأولادنا مدرسة وفيها أيضاً مدرس يمني يعلم أولادنا العربية وبقية المواد المقررة وبجانبه مدرس أرتيري من حقنا يعلم أولادنا لغتنا الأم، ويواصل حديثه ويقول: إذا في كلام لابد أن يكون الكلام مع الشيخ حقنا الآن هو موجود في الجامع هو المختار نيابة عنا في أي حديث. هروب ممكن ياحاج إبراهيم صورة..؟ لا غير ممكن .. ليش الصورة مش لازم ،ويفر من أمامنا مثل البرق.. لا ندري أين ضاع في تلك الأحراش الخشبية. عثمان حالة أخرى بعد تجوال تحت حرارة الشمس الحارقة في وقت الظهيرة .. انفردنا بها في زاوية من ذلك الحي العجيب وبعد اتهامه بأننا إخوان أفصح لنا اسمه وقال: اسمي عثمان .. لكن أرجوكم مافيش تصوير .. متزوج وعندي ثلاثة عيال وحرمتنا في البيت.. وأعمل صياداً والبحر يكفل لنا رزقنا.. والحكومة اليمنية تعلم أولادنا والمركز الصحي يعالجنا وأية حالة إسعافية يتم اسعافها إلى مستشفى حيس.. ولا أحد يقول لك أنت غير يمني سوى يسأل المسئول أنت من فين.. نقول نحن من الخوخة. مدمجون اجتماعياً الأخ/عبده ياسين منسق شبكة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بمديرية حيس والخوخة يقول: الأسر الأرتيرية في الخوخة تشملهم برامج الدمج الاجتماعي والرعاية الاجتماعية، ويتم التعامل معهم كيمنيين وليس هناك نظرة تمييزية فيتمتعون بالتعليم والصحة والعمل وكل شيء ونفذت شبكة الجمعيات برامج أكانت في تحسين وضعهم المعيشي أو غيرها في مكافحة الفقر وشملتهم وبهذا الاهتمام حتى خدمات المياه والكهرباء متوفرة لكل منزل مثله مثل المواطن اليمني في الخوخة. خدمات ورعاية صحية مجانية مدير مستشفى حيس الدكتور محمد جمنة يتحدث عن الخدمات التي يقدمها المستشفى للاجئين أو المواطنين الأرتيريين القادمين من مديرية الخوخة فيقول: المستشفى بشكل يومي يستقبل حالة أو حالتين من الأرتيريين الذين يأتون من الخوخة ، ويقدم لهم الرعاية الكاملة من المعاينة الخارجية والرقود والرعاية الصحية.. لا فرق بينه وبين المواطن اليمني ومعظم حالة الولادة والحالات الإسعافية يتم الاهتمام بها، وكما يقدم المستشفى خدمات للرعاية بالنسبة للأمومة والطفولة وحتى برامج التحصين واللقاحات لا يستبعد مخيم الأرتيريين منها بل يدرج ضمن الجداول والمناطق المستهدفة كحي سكاني من الأحياء العامة للمنطقة. تواجد قد يكون شرعياً الأخ منصور عبده ردمان عضو المجلس المحلي مندوب مديرية الخوخة بالمحافظة يتحدث في جانب التواجد للأسر الأرتيرية في الخوخة قائلاً: ليس هناك التفات مسئول تجاه هذا التواجد، وأصبح لهم قرية كاملة، وأعباؤهم تزيد على المجتمع المحلي، ونحن كمجلس محلي بدورنا قمنا بإدخال جميع الخدمات لهذه القرية من المدرسة والجامع والكهرباء والصرف الصحي ومنهم من يعملون كصيادين لا فرق بينهم وبين المواطن في المنطقة.. كما تغيب الرؤية تماماً في توصيفهم ونحن مثلكم نتساءل هل هم لاجئون أم نازحون؟ ولكن ما نعرفه أن هؤلاء الأسر الأرتيرية وصلوا إلى الخوخة في فترات ماضية هاربين من وطنهم وقد ازداد عددهم بين فترة وأخرى وحالياً هم رافضون العودة إلى بلادهم.. إلى ذلك أريد أن أشير هنا إلى أن البعض منهم يروح أو يذهب إلى أرتيريا ويعود إلى الخوخة ونتمنى أن يكون هناك دراسة واهتمام بالتواجد الأرتيري في مدينة الخوخة. من المحرر أبعاد هذه الظاهرة التي تتحمل أعباءها بلادنا باستقبال بين الحين والآخر نزوح أو هجرة أفريقية إلى سواحلنا نتيجة تلك الصراعات الدائمة والخانقة التي تشهدها دول الجوار في القرن الافريقي. نتساءل أكثر من أي وقت مضى وبإلحاح هل هذه الهجرة مشروعة وماهي الاحصاءات لها، وماهي آثارها الاقتصادية.. وإلى متى ستظل شواطئنا الساحلية مفتوحة للنزوح الافريقي.. القضية قد تكون أكبر من ذلك.. إذا لم تتول السلطات المحلية باهتمام هذه الظاهرة وتقف أمامها بمعالجات ودراسات على الأقل تنبه على ضرورة إيجاد إدارة أو جهة رعاية لهذا بدلاً أن تترك لسنين ومن ثم يزيد أعباؤها طالما الحبل متروك كما يقال في المثل الشعبي.