استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    ما معنى الانفصال:    مفاجأة الموسم.. إعلامية سعودية شهيرة تترشح لرئاسة نادي النصر.. شاهد من تكون؟    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثنائية الجمال والتاريخ
الخوخة..
نشر في الجمهورية يوم 03 - 06 - 2011

من قلب البحر الأحمر تطل عليكم “الخوخة”الجميلة لما تحظى به من موقع جغرافي مميز له مكانته الخاصة على خارطة السياحة العالمية، وتستقطب أكثرية عشاق السفر والسياحة؛ نظراً لمناخها الذي يغمر الجميع بدفئه وهوائه العليل، وأجوائها الهادئة التي تبعث الفرح والراحة في القلوب.. مدينة الخوخة واحة جميلة تستهوي العشاق إليها وواحة فنية تغري المعجبين وأصحاب العيون الساحرة لكونها أرضاً خصبة الخيال، على جدرانها سطر التاريخ حكايات عمرها أكثر من عشرة قرون وارتاح الماضي على زواياها العتيقة..
في الصباح تهب الحياة في كافة أرجاء المدينة، وبالأخص على مياهها الدافئة بشاطئ أبو زهر.. يحلو بعد ذلك زيارة بحرية إلى جزيرة “حنيش” و”زقر” الشهيرة بمناظرها الطبيعية الساحرة تحتضن “ارخبيلات حنيش” ضمن مساحتها أفضل مواقع الغطس في الارخبيلات، الخوخة، لؤلؤة تغازل أنغام الطبيعة في تحر دقيق بوضع نقاط صغيرة على حروف عريضة لصياغة ثمار الخوخة والاستماع لقليل من رسائل الشكوى المتعثرة التي تزخر بها معاناة المشهد الثقافي والسياحي والتاريخي وسبق أن قامت بترويض القصيدة من وحي الوزن والقافية..”الجمهورية” نقلت صوراً جميلة في سياق البحث عن خلاصة تلك الرحلة.
تاريخ ضارب بالأعماق
الخوخة استخرجت شهادة ميلادها من القرن السادس الهجري على ساحل البحر الأحمر وفي رحلة البحث في الأعماق والغوص بالتاريخ، حيث يقول المؤرخ إبراهيم أحمد المقحفي في كتابه “معجم البلدان والقبائل اليمنية” الخوخة مدينة تهامية تقع على البحر الأحمر بالغرب الجنوبي من حيس بمسافة 82كيلومتراً، وهي من الموانئ التي ظهرت في القرن السادس الهجري كان يطلق عليها “الخوهه” بهائين وتمتاز بالمياه العذبة وفيها كثير من أشجار النخيل.. إبراهيم بن الحسين في كتابه “مجموع بلدان اليمن وقبائلها” الذي جمعه العلامة القاضي محمد بن أحمد الحجري اليماني وحققه وراجعه المحقق إسماعيل علي الأكوع بأن الخوخة ظهرت في القرن السادس الهجري على شاطئ البحر الأحمر شمال المخا وضبطها الشرجبي بالهاء بعد الواو وتعرف الخوخة بفتح الخاء المعجمة وكسر الواو وفتح الهاء الأولى وآخرها تأنيث، قريبة من ساحل البحر من جهة حيس عرف منهم جماعة بالعلم والصلاح ومنهم الشيخ أحمد بن أبي بكر المتوفى سنة 818ه وكان مسكنه قرية البيضاء وهي قريبة من مدينة حيس.
ومن جهة التسمية من الناحية اللغوية فيقول العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي المتوفى 718ه في كتابه “القاموس المحيط في مادة خوخة” الخوخة وتعني كوة تؤدي الضوء إلى البيت ومخترق ما بين كل دارين ما عليه باب”.
وذكر في الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال”أغلقوا كل الخوخات ما عدا خوخة أبي الصديق” لأن نافذته رضي الله عنه كانت تطل على البحر والخوخة تعني النافذة.
كما نجد أن العلامة الفقيه بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي يقول في كتابه “السلوك في طبقات العلماء والملوك” الخوهة ويقال لها الخوخة قرية على ساحل ذات نخل كثير وهي قرية الفقيه الكبير الحسن بن أبي بكر الشيباني وسائر أهل بيته وكان في القرن السابع الهجري قوم من ذريته يسمون بالفقيه كما جرت العادة لأولاده الفقهاء وكانوا يتولون الإصلاح بين الناس وأمر العقد بينهم وهم يسكنون الخوخة، ويوضح العلامة الجندي بأنه اجتمع برجل منهم وهو عمر بن يوسف بن عمر بن عثمان بن علي فالح بن الفقيه حسن الشيباني فأخبره بأن أولاد الشيباني ثلاثة أولهم فالح وكان عالماً فاضلاً وعبدالله وكان شاعراً عارفاً بأخبار العرب وأنسابها، وإبراهيم كان عابداً صالحاً وتولى بعض ذرياتهم قضاء مدينة حيس وخطابتها.
ملتقى البحارة
كان بندر المحب في شاطئ أبوزهر كما يقول الأوائل، وكان ملتقى للبحارة القادمين من كينيا والبصرة وإيران والهند وشرق آسيا وغيرها وعززت الخوخة هذه الصلات البحرية ليس كميناء تجاري ومصنع للسفن “القوارب والصنابيق” التقليدية التي تحمل ما يوازي 450طناً وقادرة على السفر والإبحار للوصول إلى موانئ كينيا والخليج والبصرة وإيران والهند وكانت تحمل البضائع مثل التبغ والأرز وغيرها من المنتجات اليدوية الخفيفة كالحصير، الحيسيات الفخارية وهذه الحركة التجارية بين الخوخة والمراسي الأخرى في أفريقيا والخليج وأبرز أسماء تلك السفن”جمل كليوبترا خبر جابوا فتح الخير فتح الرحمن” ولكن اليوم أصبحت الخوخة بلا مرسى.
وكانت تسمى الخوخة بندر المحب والحديدة بندر الصديق والبندر”المرسى” ويبقى الميناء القديم ميناء السحاري “الجمرك”مبنى قديم رغم بنائه بالطوب الأحمر الياجور ولكن لا يوجد أي مصدر يثبت حقيقة بنائه.. فالخوخة شهدت عصر الازدهار في تلك الفترة الماضية نتيجة الرحلات البحرية التجارية فهناك بني عثيم المشهورين بالتجارة البحرية والمرحوم أبكر حسن والرجم والمرحوم عمر سالم جلعوم وغيرهم.. من الأسر التي لا تسعفنا الذاكرة لسردهم،مما جعل الخوخة تزهو بتلك الحركة للصيادين بنوع من التجارة والاقتصاد التي حقيقة ثروتها السمكية تمثل في روافدها ومعطياتها اليومية إنتاجاً ومصدر دخل وأمناً غذائياً وتنمية حقيقية وإيراداً كبيراً داعماً الاقتصاد الوطني...إلا أنه تظل في غياب التخطيط والإدارة والاهتمام محطة متناقضة تسير بالبركة وخصوصاً بعد أن آلت الخوخة في تأهيل سياحي آخر على حساب مهن أخرى كان لها الأثر في إهدار ثروة التمور والنخيل في نخل سحاري حيث أضحى معرضاً للعبث والقلع يوماً بعد يوم رغم أنها كانت تجني أجود أنواع المناصف شوكلاته الملوك كما يقولون قديماً.
وأصبحت الخوخة مقلب خردوات في ظل غياب التخطيط والتنمية، مما يضيف لمحافظة الحديدة منعطفاً استثنائياً ربما يكون له الأثر على طموحاتها المستقبلية من تحقيق تنمية سياحية أو غيرها من الآمال والتطلعات..
نشاط سياحي ولكن!!
يبدأ النشاط السياحي فيها مع نهاية يوليو بعد انتهاء الأعوام الدراسية، والامتحانات وبداية عطلة الصيف وهناك مئات الأسر اليمنية التي تزورها ولكن في موسم الأعياد تزداد حركة النشاط السياحي الداخلي ولكن ليس بالمستوى المطلوب نتيجة غياب الخدمات الفندقية ولكن تبقى القرية السياحية هي الأفضل وفيها خدمات راقية..ولكن شواطئ الخوخة تشهد حراكاً ونشاطاً في أغسطس وتموت في فصول السنة الأربعة...ولكن نأمل من الجهات المعنية ممثلة بوزارة السياحة الاهتمام بالخوخة وتحريك الجمود فيها..فالسياحة تحتاج للاهتمام والرعاية الخاصة، والخوخة تمتلك مواصفات ومقومات تجعلها جوهرة متلألئة، حيث يتواجد فيها الماء العذب الذي يوجد في عمق متر بالشاطئ وبحرها جميل وسياحة الغوص رائعة والنخيل..فسياسة الترويج الخارجية ضعيفة بالنسبة للخوخة، هل القائمون على السياحة يعرفون شيئاً عنها؟!....
لوحة سحرية
الخوخة حباها الخالق القدير مقومات سياحية عديدة فصارت متنزهاً بديعاً يستهوي أفئدة السياح من كل البقاع فيشدون الرحال إليها ليستمتعوا أياماً بأفياء نخيلها الممتد على طول الشاطئ وبدفء ساحلها النظيف في لحظات اصطياف رائعة قلما تتكرر في أكثر البلدان يفترشون رمالها الناعمة أحلى الأسرة ومن أشجار نخيلها أجمل الأفياء ومن سحر شاطئها يطبعون أجمل الأفياء ومن سحر شاطئها يطبعون أجمل الذكريات عن سحر وروعة هذه المدينة الحالمة التي تتميز بمياهها العذبة على الرغم من وقوعها على الشاطئ.
الخوخة التي يطلق عليها بعض أبنائها”الخوهة” والبعض”الخوخة”ذات جذور تاريخية عريقة ورد ذكرها في بعض كتب التاريخ كما سبق الإشارة إلى ذلك ولكن بعض العلماء والمؤرخين الذين أعادوا اسم”الخوخة” إلى أصوله اللغوية غير أن أبناء الخوخة يذكرون نقلاً عن الآباء والأجداد الأوائل سبباً آخر للتسمية فيقولون بأنها تعود إلى شجرة الخوخ؛ إذ كانت توجد شجرة خوخ بجانب مسجد البختيار الذي أسسه العلامة أبوالحسن بن أبي بكر الشيباني الذي ولد في 105ه وتوفي 285ه أخذ علمه من علماء عصره وكان يتردد بين زبيد وعدن وعرض عليه القضاء فامتنع واجتمع به ابن سمرة الجعدي 255ه., وكانت هذه الشجرة ملتقى التجار ومع الأيام طغت تسمية الشجرة على المنطقة...وذكر مؤلفون فرنسيون في كتاب “القمر العربي” بأن الخوخة شكلت ميناءً هاماً للصادرات اليمنية إلى جانب موانئ عدن والحديدة والمخا واللحية واستقبلت التجار القادمين إلى آسيا بسفنهم المحملة بالبضائع لتكون محطة ترانزيت واستراحة لهم في رحالاتهم البحرية إلى أفريقيا وقارات العالم وعرف الكثير من الرحالة الأجانب الخوخة ووصل إليها الرحالة البرتغال والانجليز ودونوا مذكراتهم عن جمالها وسحرها الطبيعي كما وصفوا طيبة أهلها وطراز منازلهم المصنوعة من القش وتضمن كتاب”العربي” معلومات وصوراً نادرة للخوخة.
الزائر لهذه المدينة لا شك سينبهر بسحرها حيث تتراءى له في الأفق كفتاة فائقة الجمال يضفي عليها البحر بعض كبريائه وشموخه فيزدان الجمال بالوقار والسحر بمعاني الفتنة وجمال الطبيعة فتتشكل أمامه لوحة سحرية بديعة وترتسم في خلجاته أنشودة في غاية الروعة تفوق قدرة التصوير وبلاغة الكلمات.
أولياء المدينة وعلماؤها
وعن الأولياء والصالحين والعلماء الذين ورد ذكرهم من أهل الخوخة يقول العلامة عبد الوهاب بن البريهي في كتابه”طبقات صلحاء اليمن” ومن أهل الخوخة على ساحل البحر الحمر العلامة رضى الدين ابوبكر بن دعسين القرشي وقد أخذ الفقه عن والده وعن الإمام محمد بن نور الدين وغيرهما وكان إماماً عالماً أفتى ودرس وذاع صيته حتى قصد للمهمات والإفادة وأخذ عنه جماعة منهم الفقيه يوسف السكسكي وابن أخيه وتولى القضاء بموزع ثم عزل نفسه فاجتهد في العبادة ونشر العلم وكان من أكابر الصالحين في فرقته.
كما درس في مدرسة الياقوتة بمدينة حيس في آخر عمره إلى أن توفي بشهر رجب سنة 248ه ودفن بمسقط رأسه بالخوخة”مؤلف الدر النضيد في أنساب بني أسيد، والعقد الفريد في أنساب بني أسيد”.
وممن يذكرهم البريهي في كتابة”صلحاء اليمن” من أهل الخوخة جمال الدين محمد بن عمر الشيباني وكان فقيهاً ورعاً أخذ الفقه عن الإمام رضى الدين أبي بكر بن أحمد وأخذ النحو عن الإمام جمال الدين المقدسي وكان متواضعاً لا يأكل إلا من عمل يده وكان يشتغل القفاع من خرص الدوم ويحملها على ظهره من الخوخة إلى حيس فيبيعها ويقتات من ثمنها وكانت له غنيمات يرعاهن ولده على ساحل البحر فخرج العبيد أيام فتنتهم يريدون النهب من الخوخة وساحلها فلما علم بذلك خرج الفقيه ليحفظ غنمه فقتله العبيد وذلك في سنة 748ه فحمل إلى الخوخة ودفن بها.
ومن الصالحين من الخوخة ما يذكره العلامة أو العباس احمد الشرجي في كتابه”طبقات الخواص من أهل الصدق والإخلاص” الفقيه العلامة إبراهيم ابن الحسن بن أبي بكر الشيباني من أهل الخوخة وكان فقيهاً كبيراً وإماماً عالما صاحب جد واجتهاد وكانت له كرامات ظاهرة ومن ذلك أنه زاره الملك المظفر فضرب الفقيه على يد المظفر وقال له:” الملك لك ولذريتك لا أسد الدين ولا فخر الدين” فكان كما قال فلما صار الملك إلى المظفر سامح الفقيه في خراج أرضه وأراضي أهله فلم يزالوا على الجلالة والإكرام مدة المظفر وبعده وكان اشتغاله بالعلم عن أبيه وكان أبوه فقيها عالماً صاحب مصنفات، وكان مع ذلك شديد الورع والتقوى عرض عليه القضاء بزبيد فامتنع عن ذلك ولهم عقب موجود في قريتهم الخوخة وعرف منهم جماعة كبيرة عرفت بالعلم والصلاح.
والعلامة الفقيه أبو الحسن بن أبي بكر اختيار الشيباني ولد في 105ه أخذ عنه علماء عصره وكان يتردد بين زبيد وعدن وعرض عليه القضاء فامتنع واجتمع به ابن سمرة الجعدي 255ه.
والخوخة بها أكثر من 23 مسجداً أبرزها الجامع الكبير الذي بناه الملك المظفر الرسولي وجدد في 3931ه وأدخل إليه تحسينات أكمل 0041ه وجدده صالح المحضار 3731ه ومساجد صغيرة كالشيخ علي ومسجد المغني العطار المحب ومسجد البطيلي ومسجد السيد وهناك مساجد لأهل السنة والجماعة بقيادة الشيخ سليم عبد الله عبيد الذي استطاع بفضل الله تعالى السعي إلى محاربة البدع والخرافات ومنع زيارة الأضرحة والمزارات الدينية التي يحترمها الكثير من الناس كزيارة الولي أحمد” راعي الجلاب” وولي أبو زهر والشريف إبراهيم وغيرها من الزيارات وغيرها م السلبيات الخاطئة خصوصاً اهتمام الجماعة بالسنن وانتقادها للجمعيات الخيرية ويعتبرون جماعة كبيرة جداً وهناك جامع الخير للأستاذ مرتضى قعموص وهو يتبع جهة معينة لم يكشف عنها.
وهناك مسجد بموشج اسمه “القبة” لم نجد مصدراً يوضح من بناه وهناك روايات تقول علي بن مهدي الحميري وبعضها علي بن الفضل وأخرى الحسين بن سلامة وهو ذو قبلتين مكية ومدنية، ولكن علي بن مهدي الحميري كان كثير التردد على الساحل لجمع الرجال لثورته ضد وزراء النجاحية وبها مدرسة الخير بنيت على نفقته.
منتدى الخوخة الثقافي
وهناك عزلة القطابى تعد أكبر تجمع سكاني بالمديرية، وعرفت القطابى بهذا الاسم نسبة إلى أن أهلها يصنعون أقطاب السفن الشراعية، وعلى القطب الخشبي تتكون السفينة وقيل إنها سميت بلقاء الناس فيها لجمالها فقيل اللقاء طاب، كما يضم شمالها قبرا للولي أحمد ابن أبي بكر مقبول الأهدل المشهور ب”راعي الجلاب” بالحيمة الذي قبر في صحراء الحيمة وتقام له زيارة كل عام 27 شعبان ، وإبان العمليات البريطانية في آخر الحكم العثماني عام 19411919م ضربها البريطانيون وأرادوا أخذ الصنبوق الذي كان يطاردهم يملكه محمد أحمد بقط مكان القطابا وكان يعارض ويقاوم هذه العمليات حتى انتهى، ومن القبائل الكبار بني عكيش ومن أشهر علمائهم ناصر محمد عكيش ويحيى محمد عكيش وإلياس التبريزي وحسن عوض شبار ويحيى محسن دوبلة، فاضطر البريطانيون إلى إحراق الصنبوق والقرية معاً. والآن الشاعر والأستاذ ومأمون العزلة محمد صالح عكيش أحد أحفاد ناصر محمد عكيش ويحيى محمد عكيش وكان والده مأمون صالح يحيى عكيش ويعتبر المأمون والشاعر الشعبي محمد صالح عكيش الأمين العام لمنتدى الخوخة الثقافي الأدبي السياحي الذي تحدث عن واقع الحركة الثقافية بالخوخة قائلاً: الخوخة غنية بالمثقفين في مختلف المجالات الأدبية والسياحية والتاريخية ولكن المثقفين والحركة الثقافية تحتاج إلى رعاية ودعم رسمي من أجل تحريك الجمود الثقافي ونأمل أن نكون كمنفذ للاستيراد والتصدير الفكري والثقافي ونحن في المنتدى أقمنا العديد من الأنشطة والفعاليات وبجهود ذاتية ونأمل العون والمساعدة من الجهات ذات العلاقة مركزياً ومحلياً وإذا وجدت الرعاية والدعم أضمن لها الديمومة والاستمرار الثقافي.. وبخصوص اللجان التي شكلها المنتدى ضمن أنشطته تطرق قائلاً: هذه اللجان ستكون متخصصة وكل لجنة تختص بلون معين من الموروث الشعبي والفني والثقافي فهناك اهتمام بجمع الموروث الشعبي بمختلف أنواعه والحفاظ عليه بالعادات والتقاليد والحرف التقليدية ومواويل الصيادين وغيرها بقدر استطاعتنا وفي حدود إمكانياتنا.
وتطرق إلى الطموحات والصعوبات قائلاً:
ليس هناك صعوبات سوى شحة الإمكانيات وغياب المادة والدعم، ولكن طموحاتنا كلها تتركز على إيجاد خوخة فاكهة محببة لدى الجميع أدبياً وثقافياً وإن شاء الله نسعى إلى إقامة متحف خاص بالموروث الشعبي، وتبقى الخوخة مدينة سياحية من الدرجة الأولى” كن جميلاً ترى الوجود جميلاً” نحن ندعوكم وندعو كل زائر وسائح محلي عربي وأجنبي لزيارة الخوخة.
وقال الأمين العام لمنتدى الخوخة الثقافي الأدبي السياحي رائعة شعرية مطلعها يقول:
سرى الليل يا سامر بليل الخريف
يهناك طيب السمر في ساحل الشاعرية
نسيم الهوى البحري ورمله نظيف
لا يشبهه بالجمال لبنان ولا الإسكندرية
جنبك خرير الموجد يدرف رديف
يردده كالنفس في غفوة الجوذرية
من البرزخ الجاري تغرف غريف
بالكف تروي ظماك بالشربة الكوثرية
غرام قلبي زاد في هذا المصيف
كما غرام الملوح في هوى العامرية
شاعيش في الأعشاش وظل السقيف
واصطاد من بحرها حبار أو جمبرية
فيه الدواء لو ذاقه أعمى كفيف
يرجع إليه البصر بالنكهة العمبرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.