في الأفراح «الأعراس» وفي المناسبات الفرائحية يحق لأسرة وأقرباء وجيران وأصدقاء صاحب الفرح أن يشاركوه الفرح بالعديد من المظاهر والعادات والتقاليد في مثل هذه المناسبات الفرائحية، وهي مسائل مباحة اجتماعياً ودينياً وإنسانياً.. أي أن الإعلان عن الفرح مباح وحلال بالعديد من الطرق مثل الأغاني المصاحبة بالموسيقى والرقص إضافة إلى الأناشيد الخاصة بكل فرح. لكن الذي ليس جائزاً، ومحرم دينياً واجتماعياً وإنسانياً هو أن يتحوّل فرح أناسٍ إلى إزعاج وأذى للآخرين من خلال استخدام مكبرات الصوت من المقاسات المختلفة، ورفع الصوتيات حتى أعلى رقم فيها دون مراعاة لما يحدثه ذلك من صخب مزعج ومؤذٍ للجيران في منازلهم الذين يعودون إلى بيوتهم ليحظوا بالراحة والسكينة والهدوء بعد يوم شاق من العمل والجري وراء أرزاقهم؛ يعودون وقواهم منهكة وأجسامهم متعبة ونفوسهم ضنكاء، فإذا بهم يتعرّضون للصخب والإزعاج الذي فرّوا منه في الشوارع والأسواق إلى بيوتهم؛ فإذا بهم لا يجدون راحة ولا هدوءاً ولا سكينة؛ فمكبرات الصوت من الميكرفونات والسماعات الكبيرة والضخمة ومن بعد صلاة الظهر حتى قبل العصر، ومن بعد العصر حتى قبل أذان المغرب، ثم بعد ذلك من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، بل هناك من شكا من عدم قدرته على النوم هو وأهل بيته في إحدى الليالي نتيجة صخب السماعات والمكرفونات الكبيرة التي أقضت مضاجعهم، والتي استمرت حتى الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم التالي؛ أي حتى قبل الفجر؛ وذلك فرحاً بعرس أحد أبناء الجيران.. ومثل هذا مؤذٍ وحرام، ولا يدخل في باب الحقوق والحريات؛ لأن حريتك لا تخرج عن جدران بيتك، وتجاوزاً بالإمكان استخدام الشارع أو الساحة في الحي لكن بصوتيات منخفضة وليومين أو ثلاثة.. لكن أن يكون هذا الصخب على مدى أسبوع ومن الصباح حتى منتصف الليل فذلك حرام، حرام.. فهناك المرضى وهناك كبار السن وهناك الأطفال الذي يجب أن يناموا، وهناك الطلاب الذين يدرسون ويذاكرون، هؤلاء جميعاً يتأذّون من هذه العادات الصاخبة والمزعجة التي تهز الحي بكامله، جنباً إلى جنب مع إطلاق النار والألعاب النارية. إن مثل هذه العادات والتقاليد سيئة وغير حضارية ومؤذية، وهي عادات وتقاليد طغت على البلاد بكلها في غياب الضوابط الاجتماعية والرسمية؛ لكن نعوّل على الناس أن يرتقوا بعاداتهم وتقاليدهم، وأن يعلموا أن مثل هذه العادات اعتداء وانتهاك لحقوق الآخرين وحرياتهم.. وهي محرّمة ديناً وشرعاً، ولا تُمارس في بلاد الله الأخرى. رابط المقال على الفيس بوك