في الإجازة الصيفية تعد موسماً خصباً للأعراس التي يتم التوقيت لها إلى حين الإنتهاء من العام الدراسي وهو توقيت مناسب لكل الشرائح الإجتماعية التي يحرص أصحاب هذه الأعراس أن يشاركوهم الفرحة حسب ماجرت العادات والتقاليد المتعارف عليها في مختلف المدن اليمنية إلى هنا وتبدو الأمور عادية. حفلات الاعراس من ازعاج مكبرات الصوت الى نصب الخيام في الشوارع غير أن مايجعل هذه الأفراح تتحول إلى عمليات فوضى غير مبرر هي مايحدث في بعض مواكب الأعراس من إصرار على قطع الطرق بفعل السير الجماعي وبشكل هادئ ومغلق لجميع المنافذ بينما لو كان هناك سيارة إسعاف أو مطافئ أو غير ذلك من المهمات الإنسانية المستعجلة التي قد يتسبب تأخرها في فقدان حياة أو إنقاذها من وضع صحي محرج هذا من الناحية الأولى أما من الناحية الثانية فإن مثل هذا العمل الإستعراضي لايعد من قبل أعراف «القبيلة» أن يتم إجبار أصحاب السيارات الأخرى التي تستخدم الطريق على الإنتظار لمرور موكب العروس بشكل جماعي حتى آخر سيارة لأنه ليس أمام مراسم شرف خاصة تحتم عليه أن يقف لتحية العلم فهو في الطريق العام ومن حقه أن يصل إلى حيث يقصد بكل سهولة ويسر. وإذا مانظرنا إلى هذه الظاهرة بمنظار فاحص سنجد أنها قد تسبب في الغالب إطلاق لعنات من المارة مصحوبة بالسخرية خاصة إذا وقف موكب العرس على الطريق بشكل مستفز لمشاعر السائقين والمارة. وليت الأمر يتوقف عند هذا الأمر فهناك أيضاً مكبرات الصوت التي تستخدم من قبل يوم العرس ويتم إستخدامها للغناء صباحاً ومساءً بقوة وصخب يحرم الجيران وأهل الحارة النوم لمدة 24 ساعة أحياناً وفي الغالب لمدة أكثر. قد يكون إستخدام مثل هذه الميكروفونات والمكبرات الصوتية أمراً عادياً في القاعات وحتى عند «الزفة» نوعاً من الإستبداد بأسماع الناس وإقلاقاً لراحة من يرغب في النوم لظروف عمله أو طفل يبحث عن الهدوء لإغلاق جفنه مطمئناً دون أصوات عالية. وقبل ذلك هناك المسنون والعجائز والمرضى الذين لاقدرة لهم على تحمل هذا الأذى الذي تحدثه المكبرات المزعجة التي تطرد النوم من عيونهم المتعبة وتحيل ليلهم إلى نكد وسهر وأرق بفعل هذه الطامة المتمثلة في إستخدام مكبرات صوتية عادية لايتم إستخدامها سوى في معسكرات الجيوش والإحتفالات الكبيرة التي يحضرها الآلاف وأخيراً وهو الأهم إستخدامها لرفع الآذان في المساجد وفي كل الدول المجاورة لنا لايسمح بإستخدام هذه المكبرات في الشوارع والأحياء العامة وحتى أنه لايسمح أيضاً بتعليق الزينة واللمبات سوى في القاعات الخاصة بتنظيم هذه الأعراس بإعتبار أن الشارع ملك عام ومن حق الناس أن يستخدموه جميعاً بدون أي تنغيص أو نصب خيام كما يحدث في أمانة العاصمة التي تتحول شوارعها الفرعية في موسم الصيف إلى دواوين خاصة بالأعراس وتشكل عائقاً واضحاً للحركة المرورية. ومع أننا قد ذكرنا كل هذه الظواهر إلا أن ذلك لايعني أن هناك أناس يفضلون إقامة أعراسهم في أجواء هادئة بعيداً عن الإزعاج والمواكب والمكبرات وخيام الشوارع ومثل هؤلاء يعدون نماذج حضارية تحصد التقدير والإحترام.وإلى أن تزول هذه الظواهر نحن مطالبون بعدم إجبار أصحاب الأعراس على إيجاد أماكن وسيعة للمقايل وأعداد كثيرة من السيارات للسير في موكب العرس والإكتفاء بعمل زفة صغيرة في القاعات المخصصة للأعراس مع التخزين فيها. ويهدف ذلك تخفيف الضغط والتكاليف على أصحاب العرس وعدم دفعهم لنصب الخيام وتنظيم المواكب الكبيرة وغير ذلك من المظاهر والظواهر السيئة وغير المستحبة والمزعجة ودامت أفراحكم ومسراتكم خاصة منها التي يغيب عنها مظاهر البذخ والإسراف والحفاظ على مشاعر الفقراء والمحتاجين. وفاء علي الحسيني