* نوع جديد من الفوضى أخذ ينتشر في العاصمة .. خيمات الأعراس الكبيرة والمتوسطة يتم نصبها وسط الشوارع، ويسد الشارع من الجهتين لأيام فلا يتم السماح لأي سيارة بالعبور .. حيث يضعون عوائق من أحجار وبلك وسيارات .. وعلى من يريد الخروج إلى العمل والعودة منه أو لأي غرض عليه أن يجد له منفذاً بديلاً بما في ذلك سيارات الأجرة والنقل العام والإسعاف والشرطة أيضاً، ويضاف إلى هذه الفوضى ما يصاحب الاحتفال من صخب في الليل والنهار يؤذي الساكنين في محيط هذه الخيام. المسؤولون في البلديات والشرطة والمرور يتساهلون مع هذه الظاهرة أو الفوضى ولا يستمعون إلى أي شكوى، وينظرون إليها نظرة عاطفية .. يقول لك : هذا زواج ولا نقدر على منعه. * لا نقول امنعوا الزواج ولا حتى أن تمنعوا نصب الخيام في الشوارع، فقط مطلوب تقنين هذه الفوضى وتنظيمها بحيث يتم التقليل من تأثيرها السلبي .. كأن يتم نصب الخيمة في مكان مناسب في زاوية من الشارع بحيث تبقى فسحة لحركة السيارات .. وأن تخفض الأصوات المنبعثة من الميكرفونات .. أما أن يتم السيطرة على الشارع كلياً وتتحول الحالة إلى "بند" فلا دخول ولا خروج، وأن تسد الشوارع بالأحجار والبلك وسائر العوائق وكأنها ملكية خاصة، أو أن يؤتى بالملوثات البيئية والضجيج الذي يتردد في أنحاء الحارات .. فهذه فوضى وإزعاج عام .. والغريب أن السلطات في أمانة العاصمة تراقب هذه الفوضى وهذا الإزعاج منذ فترة دون أن تتحرك ما جعل الظاهرة تكبر وتكبر وتتحول إلى مشكلة حقيقية ومع ذلك لا تتصرف في تقنين وتنظيم هذه الفوضى. * قاعات الاحتفال بالأعراس متوافرة في العاصمة أكثر من أي مدينة أخرى لكن كثيرين من الذين يحبون المظاهر يختارون الخيام الكبيرة ويفضلونها لأنها يمكن أن تنصب في أي مكان يشاؤون .. ورغم أن أجرتها أقل من أجر القاعة النظيفة إلا أن اختيارها له مدلول اجتماعي ومكلف أيضاً .. لأن "النخيط" نفسه مكلف أصلاً. وبالمناسبة لا صنعاء ولا أي مدينة في شمال البلاد عرفت مثل هذه الظاهرة من قبل .. فهي أصلاً تقليد ممسوخ لظاهرة عرفت أولاً في عدن .. لكن أصحابنا نقلوها من عدن دون أن ينقلوا معها الأخلاق والتقاليد العدنية المرتبطة بها .. وهي لا تزال قائمة في عدن ولحج إلى اليوم لكنها لا تسبب فوضى ومتاعب وملوثات كما هي في نسختها الصنعانية اليوم.