تعز مدينة الحب والسلام والمطر، مدينة عطرة مكللة بالفل وقيم الناس فيها وحبهم للآخرين مدينة ظلت لسنوات حالمة ومع ذلك ظل أهلها متمسكين بمدنيتهم وحبهم للحياة ,ولكن مايحدث اليوم فيها أمر يثير الحزن والقرف في آن واحد وهذا أمر مدبر له ولايمكن ان يكون من أخلاقيات أهل المدينة الذين كانوا يكادون يعرفون بعضهم البعض . في النهاية استأذن من الناس خاصة المجاورين للمكان الذي نصب فيه خيمة العريس لاستقبال ضيوفه والاحتفال فيها في وسط الشارع الى هنا والأمر عادي مع انه لم يتم فيه مراعاة حقوق الجيران ولكن ماحدث بعد ذلك أمر مفزع اثار حفيظة الناس الذين لم يجدوا من يذهبون إليه للشكوى نتيجة تصرفات اصدقاء العريسان الاثنين اللذين اتفقا ان يقيما عرساً واحداً بالرغم إنهما جيران ولكن لأن أحدهما يشتغل بالحرس الجمهوري او احداً أقربائه ولأن العرسين مازالا يدينان بالعادات والتقاليد القبلية فقد تحول العرس في ليلة الحناء إلى هرج ومرج حتى الساعة الواحدة ليلا مع استخدام مكبرات الأصوات وإطلاق الأعيرة النارية والألعاب النارية والمفرقعات التي ذكّرت أهل الحارة بأحداث السنة الماضية الفارق فقط ان الخيمة كانت بين البيوت وهذا ما جعل الجميع يشعر بالحنق والغضب من التخلف القبلي وعاداته السيئة التي يفترض أنها تنقرض ولاتتعزز بوجود جيل جديد خاصة اولئك الذين ينتمون إلى القوات المسلحة الذين يفترض بهم نبذ هذه العادات والعمل على استتباب الأمن والسكينة بين الناس .لكن ان تتحول الأعراس الى ضجة وإزعاج للآخرين وللبيئة فهذا امر غير مقبول وغير معتاد بالطريقة الفجة التي يتم الاحتفال بها في هذه الأيام والغريبة ان القصر الجمهوري قريب من حارتنا لم يحرك احد من حراسه ساكنا لمعرفة مايحدث والسؤال الثاني هو: اين هي اللجنة الأمنية التي يفترض بها حماية المدينة والناس ومنع مثل هذه الظاهرة التي تعبر عن وجود مشكلة مجتمعية تتفاقم يوما بعد يوم ومنها وجود السلاح في البيوت خاصة عند الشباب؟ أيضا استمرار دخول المفرقعات النارية الى البلد عبر منافذ التهريب مثل الدراجات النارية التي غزت مدننا وحتى الريف وأصبحت مثالاً واضحاً للفوضى والخروج على أخلاقيات المجتمع وخاصة مدينتنا الحالمة التي خرجت من حلمها إلى وضع اجتماعي سيء أوجد مظاهر سلوكية سيئة لاتنم عن أخلاقيات أبنائها بل دخيلة عليها وأصبحت تمارس حتى من أبنائها . انا لست مناطقية فاليمن كلها بلادي وأي تصرف سيء يمسنا جميعا ولكن كتبت عن تعز باعتبارها مدينة الثقافة والمتعلمين فإن مثل هذه السلوكيات لاتتفق مع نضالات أبناء المدينة عبر إسهاماتهم في بناء الوطن . لماذا بدأ الناس يعودون الى شريعة الغاب في التعامل فيمابينهم البين وبسلبية قد تؤدي إلى اخذ أرواح الناس وباستهتار ودون مبالاة ؟ ماذا يحدث فعلا من فوضى وعبثية بتعز ولماذا يحدث مايحدث؟ واين هم عقال الحارات وخطباء المساجد الذين لاعمل لهم هذه الأيام سوى دروس ومحاضرات للأولاد صغيري السن بعد صلاة المغرب وحتى اذان العشاء وكأن مايحدث في الحارات أمر لايعنيهم من قريب أوبعيد؟ واين هي اللجنة الأمنية التي يفترض بها ليس منع إطلاق الأعيرة النارية والألعاب النارية بمناسبة وبدون ان تطارد من يدخل هذه الألعاب إلى المدن ومحاربة هذه الظاهرة التي ستزداد إزعاجا للناس في شهر رمضان القريب قدومه. كلمات عبثاً هي الأيام وعبثاً هي الحياة غرباء أصبحنا في غاب كله بشر غرباء أصبحنا نأكل لحم بعضنا البعض وفي مجالسنا نتفاخر برجوعنا إلى شريعة الغاب إلى رمز التخلف إلى القبيلة والسلاح الى متى نعيش العبث والعبث يعيش معنا ؟