• أيام قليلة ويهلُّ علينا شهر رمضان المبارك الذي يبدو أنه سيأتي ونحن لانزال ندور في ذات الحلقة من الأزمات والمشاكل التي نتجرّعها سنوياً في كل رمضان، فقد اعتدنا أن يأتينا شهر رمضان مصحوباً ببعض الأزمات مثل غلاء الأسعار واحتكار السلع الغذائية والاستهلاكية، وأيضاً أزمة انعدام الغاز المنزلي، والازدحام الخانق الذي تغرق فيه شوارع المدن ويبلغ ذروته خلال ليالي الشهر الفضيل، بالإضافة إلى أزمتي المياه والانطفاءات الكهربائية اللتين يبدو أنهما ستستمران في تنغيص حياتنا إلى ما لانهاية، وهي الأزمات على كثرة ما مرّت علينا خلال شهر الصيام في كل عام أصبحت بمثابة علامة مسجلة لهذا الشهر ،ودونها ربما سيكون رمضان بلا طعم أو لون أو رائحة ولن نشعر به إذا ما جاء خالياً من بعض هذه الأزمات المعتادة أو كلها!!. • المؤشرات حتى الآن تقول إن هذه الأزمات لن تخلف موعدها السنوي كما هي عادتها طوال السنوات السابقة، فأزمة الكهرباء ومثلها المياه حاضرتان وبقوة منذ الآن وستزدادان تفاقماً خلال الشهر الفضيل، وما يحدث الآن من انطفاءات كهربائية مستمرة هو بمثابة مؤشر على بقاء الأزمة، كما أن المياه أصبحت أكثر شحة من ذي قبل، وبعض الأحياء لاتزال في انتظارها منذ ثلاثة أشهر، والبعض الآخر منذ خمسة أشهر، إضافة إلى ما يتم تناقله حالياً من إشاعات في أوساط العامة عن رفع جديد للدعم المخصص للمشتقات النفطية وهو ما يعني ارتفاعاً جديداً لأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وأسعار كل متطلبات العيش، وما نتمنّاه هو أن تظل مجرد إشاعات ولا تخرج إلى حيز الوجود كحقائق على أرض الواقع. • المسؤولون في الجهات المعنية «الكهرباء والمياه والصناعة ومعهم جمعية حماية المستهلك» يعرفون جيداً حجم المعانات التي يتجرّعها الناس جرّاء هذه الأزمات، لكن وكما جرت العادة يكتفون بالتباري في التصريحات الصحفية التي تحمل تأكيداتهم على توافر كافة الخدمات والاحتياجات المهمة والضرورية، وأن كل شيء سيكون على خير ما يرام خلال شهر رمضان، وستعلن كل جهة عن تشكيل غرفة عمليات ومتابعة لضمان استقرار الأوضاع التموينية والخدماتية ورصد كافة التجاوزات والمخالفات مع مناشدة الجميع الإبلاغ عن أية مخالفات أو تجاوزات، لكن كل ما يُقال لا يتجاوز إطار الأقوال. • كل تلك التصريحات التي تسبق دخول الشهر الكريم ومن كثرة ما سمعناها في كل عام أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، كما أننا صرنا على ثقة تامة أنها بلا فائدة وعديمة الجدوى، فالكل يعلن عن اعتماد خطط وبرامج استثنائية لمواجهة متطلبات هذا الشهر الكريم، لكن على أرض الواقع لا نجد أثراً لكل هذه الخطط والبرامج، ولا نلمس أي حلول حقيقية لما نعيشه من أزمات أو حتى التخفيف من حدتها، حيث للأسف نجد أن مشاكلنا دائماً وأبداً قابلة للزيادة والتكاثر وليس النقصان والانحسار. • نتمنّى أن نشهد ولو شهراً رمضانياً واحداً خالياً من المنغّصات والأزمات والاختناقات الاستهلاكية التي أصبحت السمة الرئيسة لهذا الشهر المبارك، هذه الأمنية ليست مستحيلة التحقق؛ بل هي من السهولة بمكان إذا ما قامت الجهات المعنية بدورها وواجبها على أكمل وجه واستشعر مسؤولونا واجبهم الوطني والإنساني والديني تجاه أبناء هذا الوطن. • فهل نطمع أن تشذ الجهات المعنية عن القاعدة هذا العام وتقوم بترتيبات واستعدادات خاصة واستثنائية تضمن مرور شهر رمضان دون المنغصات المعتادة..؟!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك