ها نحن اليوم نوشك أن نودع اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك والذي تمر أيامه بسرعة رغم طول ساعات الصيام والتي تصل إلى 14 ساعة , واللافت في رمضان هذا العام أنه جاء متزامناً مع عدد من المنغصات التي لاحد لها وفي مقدمتها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ومعها تكاليف الخدمات الأساسية وهو الأمر الذي ضاعف من معاناة الكثير من الأسر التي وجدت من الصعوبة تلبية قائمة الاحتياجات الرمضانية بعد أن قفزت الأسعار إلى أعلى مستوياتها بالتزامن مع انخفاض سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية. وعلى الرغم من التأثيرات السلبية لارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية إلا أن غالبية المواطنين تأقلموا معها رغم الأنين والشكوى , فما باليد حيلة , فالحل هو بيد الجهات المعنية لأنها تمتلك المقدرات والصلاحيات التي من شأن تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع معالجة كافة الاختلالات والقضاء على أوجه القصور التي يعاني منها الاقتصاد الوطني. ولابد هنا من التأكيد على ترشيد الإنفاق الحكومي والمحاربة الفعلية للفساد والمفسدين وتطبيق كافة القوانين والأنظمة من أجل سيادة دولة النظام والقانون، وبالعودة إلى قائمة المنغصات الرمضانية التي طغت على السطح هذا العام فإن الكهرباء وعودة مسلسلها المقزز “طفي لصي” خلال وجبة الإفطار ووجبة السحور والذي يستمر لعدة ساعات وبشكل استفزازي يثير حفيظة الصائمين ويدفعهم إلى جرح صومهم وصب سيل من اللعنات والشتائم على المسئولين عن الكهرباء وخصوصاً عندما يتسبب التلاعب بالتيار الكهربائي المتعمد الذي يسبق أو يتبع انقطاع الكهرباء أو إنارتها يتسبب بإتلاف بعض الأجهزة ، ومايحز في النفس أن عودة الإطفاءات الكهربائية بوتيرة عالية مع إطلالة اليوم الأول من الشهر الفضيل يثير الكثير من التساؤلات عن الأسباب المؤدية إلى ذلك في الوقت الذي كان الجميع في انتظار وعود وزير الكهرباء في تصريحات صحفية سابقة بأن شهر رمضان سيكون خالياً من الإطفاءات بعد دخول محطة مأرب الغازية الخدمة وربطها بالشبكة الوطنية. كنا في السابق نشكو من تداعيات الأعمال التخريبية التي ترتكبها بعض العناصر الخارجة على النظام والقانون والتي تطال المحطة الغازية بمأرب وخطوط النقل التابعة لها والتي تتسبب في فصل المحطة عن الخدمة وتكلف الحكومة خسائر مادية باهظة جراء تكاليف الإصلاح والصيانة والمعالجة , وقبلها كنا نشكو من ضعف القدرة التوليدية للطاقة الكهربائية مقارنة مع زيادة الطلب على الطاقة المتوفرة، اليوم تم حل هذه الإشكالية بدخول محطة مأرب الغازية فما الذي يحدث؟! نريد مبررات تسودها الشفافية والمصداقية تشخص الداء وتصف الدواء الناجع وتشرع في عملية تعاطي العلاج لأنه من المضحك أن نبرر جرعات الإطفاء الرمضانية المجحفة بارتفاع نسبة الاستهلاك خلال شهر رمضان لأن الطاقة التوليدية الحالية قادرة على تغطية حجم الاستهلاك وفي حالة الضرورة القصوى فلا مانع من توزيع حالات الإطفاء على كافة المحافظات باستثناء المحافظات الساحلية بواقع ساعة لكل محافظة لأنه لايعقل أن تستمر ساعات الإطفاء في محافظة ذمار ومديرية جهران على وجه التحديد أكثر من سبع ساعات في الليل علاوة على حالات الإطفاء التي تتم في النهار وكأن الأخوة في وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء قرروا أن تتحمل مديرية جهران جرعات الإطفاء عوضاً عن بقية المحافظات. إن استمرار الإطفاءات الكهربائية يزيد من أعباء المواطنين ويثقل كاهل ميزانية الأسرة بمصروفات إضافية مقابل شراء الشموع والغاز والبترول والديزل لمن يمتلكون مولدات خاصة وعلى الحكومة العمل على سرعة حل مشكلة الكهرباء التي طال انتظار المعالجات الحكومية لها، وهذا لايعني أننا نريد ماهو فوق طاقات وإمكانيات الحكومة والسلطات المختصة فما نريده هو أن الحصول على خدمة الكهرباء التي نلمس فوائدها مقابل المبالغ التي يتم دفعها شهرياً كقيمة للاستهلاك والتي بالمناسبة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة حيث كان الأحرى بالحكومة العمل على تحسين أوضاع الكهرباء والقضاء على حالات الإطفاءات والانقطاعات المستمرة قبل أن تفكر في رفع تعرفة استهلاك الكهرباء. ومن المنغصات الرمضانية الاختناقات المرورية التي تشهدها عواصم المحافظات والمدن الثانوية نتيجة الوقوف الخاطئ للسيارات والمركبات وزحف أصحاب البسطات باتجاه توسعة الطريق الرئيسي، ومن المنغصات ارتفاع حالات النزاعات والصراعات والخلافات التي تنشأ بين الأفراد في نهار رمضان نتيجة عدم قدرة البعض على التحكم بأعصابهم وسرعة نزقهم المبالغ فيه لدرجة أن بعض المناطق تشهد حالات قتل نتيجة خلافات عابرة أو نتيجة صراعات ناجمة عن قضايا ثأر قديمة ولا أعلم أين روحانية الشهر الفضيل في قلوب هؤلاء، ومن المنغصات العشوائية التي تطغى على تحديد مواعيد الأذان أن هناك مساجد ترفع الأذان وأخرى أوشكت على إقامة الصلاة وأخرى توشك على الفراغ من الصلاة رغم أن الحكومة تنفق مبالغ طائلة لطباعة تقاويم خاصة بمواعيد الصلوات لكل محافظة على حدة ولكن مسألة تطبيقها تظل معلقة نتيجة انعدام الرقابة وعدم تطبيق الإجراءات الرادعة في حق المخالفين. ومن المنغصات الرمضانية إطلاق العنان للأطفال وصغار السن للعب والعبث بالمساجد في ظل إغراق أولياء أمورهم في النوم، في الوقت الذي ينبغي ان يصطحب الآباء أولادهم إلى المساجد ليكونوا على مقربة منهم كون ذلك سيحول بينهم وبين ممارسة أي أعمال تعكر روحانية الأجواء الإيمانية داخل المساجد وتخلق حالة من الإزعاج للمصلين. وهناك قائمة طويلة عريضة من المنغصات الرمضانية التي لا يتسع المجال لذكرها ولكن الإطفاءات الكهربائية والغلاء يتصدران قائمة المنغصات التي يتجرعها الكثير من الصائمين في هذه الأيام والتي على الحكومة سرعة إيجاد الحلول والمعاجات لها ليتفرغ الجميع لأداء فريضة الصوم على الوجه الأمثل دونما منغصات وعقبات، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، مع الأمنيات للجميع بصوم مقبول وذنب مغفور وتجارة رابحة لاتبور.