"رمضان كريم" ولأن رمضان كريم اعتاد اليمانيون على مر السنين في هذا الشهرالكريم، فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وغرس المحبة ولوئام بينهم، ولأن رمضان كريم، يؤدي اليمانيون، الكثيرمن الصلاة والقيام وقراءة القرآن، ويتبادلون الزيارات العائلية فيما بينهم لأن "رمضان كريم".. ولأنه شهرالرحمة ، فيبادرون الى الصدقات، ويقيمون مشاريع خيرية بهذا الشهر، ولأن "رمضان كريم"، ولأنه شهر الرحمة والمغفرة والقبول، يكثر اليمانيون من الدعاء لأنفسهم ولذويهم بالمغفرة والرحمة. هذا ما يعرفه اليمانيون عن "رمضان كريم" قديماً.. لكن هذه الجملة أصبح لها معنى آخر في بلدي الحبيبة اليمن السعيد، واصبح اليمانيون في مشاحنات سياسية، ونعرات مذهبية وطائفية، حيث يظهر كثير من السياسيين قبيل دخول الشهر ليحدثوا الناس عما أعده لهم، من تغيير في سياساتهم "القبلية" بمناسبة الشهرالكريم. وحيث أن "رمضان كريم" فهم أيضآ يأبون أن يفوتوا الفرصة، لذا فهم يتسابقون في تقديم انفسهم للمواطن الضعيف الذي امتصو دمه طيلة هذي الاعوام.. ولأن "رمضان كريم" يتضاعف فيه أجر ألأحسان الى الناس، فانهم أيضآ لا يمكن أن ينسوا أن يتبادلوا التهم في ظلم الضعفاء ويبثون الحقد والكراهية، وزرع العنصرية بين انفسهم وبين ابناء الوطن الواحد. أظن أن "رمضان كئيب" هي العبارة الانسب والاجدر أن يصدر بها أحاديثهم حتى تتناسب مع الكم الهائل من هذا الحقد الدفين.. وهي الأنسب أيضآ لأنهم كثيرآ ما يبدون في أحاديثهم ورغبتهم في التخفيف والترويح عن الصائمين. لقد جعل بعض سياسيي اليمن الصائم يشعر في رمضان أنه في ورطة، وأنه يمر بأزمة حقيقية متمثلة في ارتفاع اسعار خيالية لكل المواد الغذائية، حتى ان بعض المشتقات النفطية في هذا الشهر الكريم تكاد تختفي من الاسواق وكأنها بفعل فاعل يحتكرها او بمعنى أصح، يخزنها حتى يوزعها باسعار تكاد تكون خيالية لذا يحتم عليهم ضميرهم احتكار وتخزين "الغاز"، الذي هو الشريان الرئسي في هذا الشهر. ومشكلة بعض التجار وشركائهم من بعض المسؤلين والمتنفذين في الدولة أنها لا تقتصر على المبالغة في رفعهم للاسعار فقط، بل يصحب ذلك الكثير من المخالفات الشرعية التي تؤذي المواطن الظعيف في رمضان. ولعل مايزيد الطين بلة، أن الكثير من التجار أصبحوا يتنافسون في ألأسفاف والمبالغة في معظم المواد الاستهلاكية دون حسيب أو رقيب من الجهات المعنية للرقابة والمحاسبة عليهم، فكلما بالغ التاجر في أسفافه كان ذلك أدعى لارتفاع أسمه على حساب المواطن الضعيف. في السابق كانت أغلب المواد الغذائية تكاد في رمضان تغطي السوق بكل المنتجات الاستهلاكية رغم ما عليها من ملاحظات بسيطه، تقدم للمواطن بأسعار نوعآ ما مقبولة، وتضيف اليه جديدآ من المنتجات، أما في الوقت الحاضر، أصبحنا نعاني من جحيم اسعار، لا تعدو كونها حيلة وتغطية يخدع بها المواطن ومن ثم يبوء بالثمن الغالي لاتصاله. لن أطلب من التجار وشركائهم المسؤلين في الدولة التوقف عن هذه الاعمال، اذ لا أظن أنهم سيتركون هذه المصادر المالية الضخمة من أجل "مقال"، ولكن أتمنى منهم أن لا يشوهوا جمال جملتنا المحبوبة "رمضان كريم"!! [email protected]