يقال بان القانون ولد من روح الشريعة وان الشريعة أم القانون، لكنّ أحداً ما، لا يستطيع إيجاد رابط موضوعي واقعي بين نظام تفصيلي ولد من قانون يروي بالأرقام حكاية نقلها حرفياً من أقلام عدادي السكان ما مؤده، ان عداد السائرين على نهج الشريعة إلى يوم الدين بلغ أرقاماً فلكية مقارنة بالماضي وبين غياب الابن الروحي والمتمثل في القانون من دون ان يسقط الجميع في الفخ اللا ديني ويصطدم المواطن في ظلام الفخ بحضور المظاهر الشكلية للشريعة من الصلاة والدعاء ...مقابل ضياع ابنها المسمّى “القانون” في زحمة مجتمع قال عنه القرآن (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً: 97]) امام تساؤل محيّر عن سبب حضور المظاهر الشكلية للشريعة وغياب القانون وتلاطم المشرعين بين مختلف التيارات الدينية والذي أدى إلى ضياع الابن (القانون) يتراجع رجل الدين مرغماً! لقد ،،، ذاق اليمني مرارات العيش طيلة آلاف السنين، ولعل الآثار والشواهد والتاريخ الذي عادة ما يقرأ بالمقلوب لخير شهود على قسوة الظروف التي عاناها المواطن، لكنّ أحداً لم يكن يملك من الشجاعة ما يؤهله ليتساءل ..إذا كانت شريعتنا خير الشرائع، فلماذا إذاً غاب القانون الابن الشرعي للشريعة في المجهول ؟ ومعه غاب كل أمل في ان يعيش المواطن ولو لعام واحد، حراً وأمنا يقضي مساءاته بجانب أولاده يحكي لهم قصة الشجاع الباني، بدل قصص أم الصبيان وأمنا الغولة!!. 3250 حرب يمنية،،، ان باحثينا الذين يعدون المعارك ويحصون الحروب ويمضون في العد مثلهم مثل عدادي السكان من دون ان يحللوا النتائج ويتحسسوا موضع الألم ويشيروا للخلل بإصبع معيدين السبب ببلاهة تنم عن حمار مسير إلى غياب تطبيق القانون وليس إلى مسبب اخر نجحوا في الإحصاء لكنهم فشلوا في ان يقنعوهم ..كفى! فمثلا : ذكر باحث قضى أربع سنوات في الدراسة ان اليمن شهدت خلال سبعة ألف عام (3250) معركة وحرب وغارة بمعدل واحدة الا ربع كل عام من دون ان يتحرك خطوة واحدة ليشرح للقراء الأعزاء لماذا شهد المواطن كل هذا اللاعدل ولماذا صمت عن حقه ؟ فيما ذهبت باحثة أخرى وبسذاجة تنم عن عقلية قروية طيبة الى تعليل سبب غياب القانون إلى غياب الوعي المجتمعي اللازم لتطبيق الشريعة الإسلامية ككل وليس مظاهره الشكلية، من دون ان تلاحظ بان تاريخ غياب القانون في اليمن سبق الشرائع السماوية مجتمعة بالآلاف السنين. إذا ،،، من حقنا ان نعيد الكرة مصححين طبيعة السؤال في مناخ يتلائم مع النتائج. من يفسر سبب غياب القانون امام حضوره الفعلي في مناطق ودول أخرى ؟ من يفسر انتصاره الدائم على الأفكار ..الشرائع ...التقنيات ..؟من يفسر تميّز ألف عام من الحكم الزيدي وبشهادة الإمام نفسه بسيود الحروب وطغيان الدم على حساب الخضرة والماء ؟ من يفسر غياب المساواة؟ من يفسر لا مبالاة الراعي في مؤسسته وإدارته؟ من يوجد سبباً واحداً مقنعاً لقضائك ليلة واحدة فقط من عمرك وأنت قلق على رزق إخوتك الأيتام؟ قراءة مقلوبة،،، لقد قادتنا قراءتنا المقلوبة للتاريخ اليمني الى فوهة بركان والقت بنا وبهدوء ومن دون ضوضاء ومتاعب تنم عن عقلية ممنهجة وفق ما يملى عليها في قاع البركان مصدقين ان الذي دفعنا إلى البركان (إله) يتجسد في صورة إنسان!! ببساطة لقد خسرنا حقنا في العيش طيلة قرون مضت مقتنعين وراضين من دون أن يلاحظ احد أو حتى يشير من باب النكتة ان غياب الشريعة مقابل حضورها الشكلي وغياب القانون مقابل حضوره الورقي ناتج عن بدء التاريخ السياسي لليمن مسيرته الحافلة بالحروب والدماء بمكافأة قدمها مواطن يمني إلى مجتمعه تمثلت في بثه إشاعة بان (الله) منحه حق القيام بإدراه شئونه في اليمن بدءاً من الإلهة اليمني الصغير المهاجر سومر الذي افتتح مسيرة الإله الصغير وتمكن من خلال هذا الثقب التسلل وسن القوانين من وجهه نظر مخلوق شرير صدق فعلا بأن الله منحه الحق بتألهه نفسه وفرض سطوته فوق كل البشر، وما عدا ذلك لا يهمه إن كانت قوانينه نجحت على الحجارة والبردي والورق وأثبتت فشلها في الواقع. في الواقع .... في الواقع .... [email protected]