لم تكن التحذيرات التي كنا نطلقها خلال المرحلة الماضية مجرد تشاؤم، كما كان البعض يعلق عليها، ولكنها نتيجة لإدراك واعٍ لمجريات الأحداث، والتصرفات التي كانت تتم في ذلك الوقت بصورة واضحة تؤكد أن القوى الرافضة لتجميع مقومات الأمن القومي لليمن الواحد والموحد كانت تعمل على استغلال كل صغيرة وكبيرة من أجل تعميق الهوة لتنفيذ مشروعها العدواني على الوحدة اليمنية، وقد كنا نطرح بموضوعية ومصداقية من أجل حماية الوحدة الوطنية وتقويت الفرصة على تلك القوى المسيرة وليست مخيرة. إن تصرفات بعض القوى السياسية التي كان الهدف منها النكاية بالسلطة واحدة من الفرص التي استغلتها القوى الرافضة لبناء دولة يمنية واحدة قوية ومقتدرة، وجعلت القوى الرافضة للوحدة من تلك التصرفات وسيلتها لتفكيك الدولة اليمنية القوية خدمة لأعداء الأمة العربية والإسلامية، بل أستطيع القول بأن القوى الرافضة لبقاء الدولة قد استفادت من كيد ومكر بعض القوى السياسية لبعضها البعض وخلقت لها مبرراً للترويج لمشاريعها التمزيقية، واليوم نجد أن القوى المكلفة من الغير بإضعاف اليمن تتعاطف مع القوى الساعية لتمزيق الوحدة اليمنية، ونجد أن القوى الشريرة المتحالفة ضد الوحدة الوطنية وقوة الدولة قد بلغت حد التحالف، وليس لدى تلك القوى المسيرة من الخارج ما يمنع من تمزيق اليمن إذا كان مشروع التمزيق سيوجد موطئ قدم لأسيادهم على تراب اليمن الغالي. إن الأخطاء والحسابات السياسية الخاصة واحدة من وسائل القوى العدوانية التي تسعى لتنفيذ أجندة خارجية هدفها جعل اليمن بؤرة صراع إقليمي يخدم قوى لا تحمل غير الحقد على العرب والمسلمين، وهذه القوى الحاقدة على العرب والمسلمين تتقاطع مصلحتها مع القوى الصهيونية أكثر من تقاطع مصالحها مع العرب والمسلمين ولديها الاستعداد المطلق للتضحية بالعرب والمسلمين في سبيل إيجاد موطىء قدم على تراب الوطن العربي، ولذلك فإننا نكرر الدعوة لكل القوى السياسية اليمنية إلى وحدة الصف وعدم التفريط في سيادة اليمن من أجل حماية كيان الدولة اليمنية الصاعدة وإبطال مشروع القوى العدوانية التي تريد أن تجعل من اليمن بؤرة صراع، ونحمل القوى السياسية التي بدت واضحة في تورطها مع تلك القوى العدوانية أي تفريط في سيادة اليمن، وما جاء الحوار الوطني الشامل إلا من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك