مشكلتنا في اليمن هي التقليد، سواء أكان شراً أم خيراً، غير أنّ تقليد الشرّ كان وما يزال هو مفتتح الرخو من الأحلام.. ومنتهى الأماني الضائعة لهذا الوطن المُكبّل بالتفاف قوى الشرّ عليه وحوله كيفما اتسق لهم المسار.. طالما وغايتهم هي الاستحواذ على منابت الخيرات وتسيير دفّة المجتمع وفق رياحهم وخططهم الداكنة. والربيع العربيّ الذي جاء وفق نظريّاتٍ مدروسة منذ سنين طوال، سواء شئنا فهم ذلك أم أبينا.. يظلّ في طالعه مصدر تغيير.. لكنه حمل ويحمل في طيّاته - وللأسف الشديد - أوجاعاً لا أظنّ أوارها سيخمد بتلك السهولة التي يظنّ الحالمون بأنها سحابة صيف أو خيبة عابرة. وهنا في يمننا الحبيب وقعنا - كالعادة - في حُمّى التقليد لتلك الأحداث التي تلاحقت كضرباتٍ منطقيّة في بعضها وغير آبهة بمستوى وعينا في مجملها.. وغدونا بعشيّة وضحاها نُكرر ذات الشعارات.. وذات الخُطى بمفاوز الأمل الوهميّ.. وأحرقنا الأخضر واليابس وفق منهجٍ يفقهه الراسخون في خطيئة الاستحواذ.. بينما كنا وما زال أكثرنا يسوق عاطفته وفطرته باتجاه الوجوه التي اتخذت من جهلنا مطيّة للوصول.. ومن دماء شبابنا قرابين زهوٍ أمام طاولة اللاعبين الكبار بمستقبل الشرق الأوسط المزعوم. فهلّ مرّ الربيع العربيّ بحقيقته الفاضلة من اليمن.. أم أنّ خيبةً كبيرةً كخيبة الشعوب التواقة للعدل والحريّة بما وصل إليه الإخوان المسلمون بمصر حالياً من إفرازاتٍ مرعبة لكل ضميرٍ حيّ، بل هي طعنة في خاصرة أرواح الشهداء ومن خلفهم من الجموع البائسة التي سقطت في حُمّى المفاجأة، وكشفت عن وحشيتها التقريرية لمستقبل شعوب الربيع العربيّ على الأقل! ولأننا في اليمن نحترف - خصوصاً – تقليد مصر في أغلب مخرجات سيناريوهات مسيرتها التي تختلف بشكلٍ أو بآخر مع إفرازات المجتمع اليمنيّ.. وقعنا بذات الخطيئة وما زلنا نغذّ الخُطى باتجاه إعادة تمكين ذات السيناريو الإخوانيّ في اليمن.. ولن نتعلّم من خيبة غيرنا، غير أنّ ثمّة آمالاً في شباب اليمن نرجو لها ألا تخيب.. هي أكثر وعياً وإدراكاً لاستيعاب مثل ذلك التقليد الأجوف الذي كلفنا الكثير من حصد أوهام الخريف. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك