«1» الطغمة العسقبلية الفاشية الشمولية التي تتمترس وراء ثقافة ضحلة وتسلك سلوكاً سياسياً مناهضاً لمسار التاريخ والتي حكمت بأدوات التخلف والفساد، المنطقة اليمنية “35سنة” والتي ما زالت تستثمر تنظيم المؤتمر الشعبي العام في متن العملية السياسية المشدودة إلى “موالاة” الجهاز الإداري الفاشل، طار إلى ذهنيتها المتيبسة شعار أو مشروع : نشتي دولة، على الرغم من صرف شيك الزمن الطويل بدون رصيد إذ كان بإمكانها ليس بناء دولة عادية بل بناء دول ذات شأن عظيم. وبعد تصرم هذا الزمن الطويل الذي ضاع من عمر الدولة والناس يتجرأ أحدهم الصعود إلى المنصة ويقول : أنا أشتي أبني دولة مدنية ... أنا برنامجي الذي سوف أقدمه إلى الناس الذين أرغمتهم على العيش في ظل سلطة عسكرية أمنية عصبوية هو: تشييد دولة التي ينشدونها الناس منذ قفزت إلى كرسي الرئاسة وكرست حكم الفرد المتخلف والمطلق.... نشتي نبني لكم دولة فقط انتظرونا في المشهد المأساوي القادم الذي سوف نعود إليه بقوة المال الذي جمعناه من فسادنا ومن التدفقات المالية الخارجية التي تراهن على عودتنا. شيوخ الإقطاع السياسي الذين انتزعوا لهم مكانة في إدارة السلطة وفي متن العملية السياسية بعد مارس 1970م وبدعم مالي سخي من خزانة دولة الجوار استيقظوا سنة 2011م على غياب الدولة التي وقفوا حائلاً دون ظهور قرونها البازغة ورفعوا شعار لا علاقة لهم به، نشتي دولة!! ماهي الدولة التي يريدون؟ أعتقد هي الدولة التي تضمن نفوذهم السياسي والإداري، أي انهم ضد الدولة القائمة على سيادة القانون المنطوي على العدالة والنزاهة... يريدون دولة تعتمد على قصاصات أوامرهم إلى مكان صدور القرارات ودفع الموازنات.. يريدون دولتهم التي تحمي قوافل حراساتهم المدججة بالأسلحة.. ومع ذلك يصرون أنهم يتحدثون عن الدولة التي ترفض كيانهم المناهض للدولة. وشيوخ الإقطاع الديني “فقهاء الجريمة والإرهاب” انتفضوا على غير عقيدتهم وعاداتهم وانخرطوا في زفة “نحن نشتي دولة” وتطرفوا إلى اتخاذ موقف أكثر جدية من أجل المطالبة “بدولة مدنية” وركبوا موجة واحتكار وصف “الثورة والثوار” هؤلاء الشيوخ أنصاف المتعلمين وخريجو المدرسة الصحراوية أرادوا اختطاف شعارات قوى الحداثة والحلول مكان قوى اجتماعية تصدت منذ زمن بعيد للإرهاب الفكري وعوائق التقدم الاجتماعي والازدهار الاقتصادي... شيوخ الإقطاع الديني أرادوا أن يغزوا ويحتلوا مراكز تدخل ضمن مفرداتهم الخيالية الكابوسية. ذكرونا شيوخ الإقطاع السياسي وشيوخ الإقطاع الديني بالأيام السبعة التي انفجرت في يوليو1972م على أيادي بعض المتطرفين المتريفنين وبعض قيادات نقابة العتالين حيث أراد قادة تلك الأيام وبفجاجة إقامة سلطة بدائية ترفض “ الروتين الإداري” وترفض “المكيفات” في القطاعات التي لا يمكن أن تعمل بدون التكييف، أرادوا الاستغناء عن السيارات كوسيلة للمواصلات واستبدالها بالحمير والجمال.. كانوا “يشتوا دولة على قاعدة الحمير والبغال” واعتقد لم يعد من هؤلاء على قيد الحياة غير بعض منتسبي الصفوف التالية وأحدهم يتبوأ مركزاً متقدماً في قيادة الحزب الاشتراكي وما زالت حماقة الأيام السبعة تتحكم بتصرفاته. شيوخ الإقطاع السياسي وشيوخ الإقطاع الديني يشتوا دولة بدون حريات.. يشتوا دولة بدون حرية العمل بدون حرية المرأة بدون حرية الطفولة ، بدون حرية الأطفال .. يشتوا دولة بشرط زواج القاصرات منهم وبشرط استمرار العبودية السافرة كما هي الآن منتشرة في حجة وتهامة وعبودية بأشكال مختلفة.. يشتوا دولة بدون قوانين تنظم حياة الناس وفقاً لوجودهم الاجتماعي.. يشتوا دولة بدون تنظيم النسل والتقليل من الوفيات... يشتوا دولة بدون قانون حقوق الأطفال وبدون قانون مدني للأسرة... يريدون دولة تحت أقدام الإرهاب الفكري وتحت أصوات الرصاص في المدن... يتبع رابط المقال على الفيس بوك