يستقبل نحو ملياري نسمة من سكان الأرض شهر رمضان الكريم بكل حفاوة وترحاب وبشوق ولهفة لا حدود لها وبأحاسيس مرهفة بفضائل هذا الشهر المبارك، يتساوى في ذلك كل المسلمين، سواء كانوا في قلب الجزيرة العربية أو في شتى بقاع الدنيا شرقاً وغرباً. باختصار.. هو ضيف مرحب به، يستقبله الأفراد والأسر والمجتمعات بالبهجة والسرور، وفي ذلك دلالة على عظمة وروعة رمضان الكريم وانسيابية روحانيته بين المسلمين جميعاً، فضلاً عن تعزيز أواصر التلاحم والتراحم والصبر والجلد وترسيخ قيم التعاون والتسامح وهي الصفات التي تسود الجميع بمعزل عن الجنس واللون واللغة والجغرافيا. ولا بأس هنا أن نجدد التذكير بمثل هذه القيم الإنسانية النبيلة، خاصة مع محاولات البعض تشويه تعاليم الإسلام والإساءة إلى رسالته الحضارية، فضلاً عن التداعيات التي تصاحب مشهد الحراك السياسي الذي تشهده بعض أقطار ثورات الربيع العربي، عوضاً عن مشكلات التخلف الاقتصادي والاجتماعي وتحديات المجاعة والفقر في بعض دول العالم الإسلامي.. وهو ما يستدعي تفعيل دور الحكومات الإسلامية ومد يد العون والمساعدة للتخفيف من أعباء ومعاناة هذه المجتمعات وبالتالي تأكيد أحقية ترسيخ مفاهيم التعاون والتعاضد بإقامة المشاريع الإنتاجية والخدمية وذلك بامتصاص البطالة وإشاعة قيم العمل والتكافل في آنٍ معاً. وفي اليمن ومع تباشير هذا الشهر الكريم، تبدو الحاجة ماسة وضرورية لتصفية الأجواء بين الفرقاء السياسيين والدفع بعملية الحوار الوطني القائم قُدماً إلى آفاق رحبة تستوعب تطلعات المواطن اليمني في إقامة الدولة المنشودة على أسس ومبادئ الشراكة والعدل والحرية والمساواة والحكم الرشيد وتعزيز روح الإخاء والتعاون والإحساس بمعاناة المجتمع وتقديم كل الدعم للتخفيف من وطأة مشكلات التخلف. وفي هذا الصدد، لا بد من الإشارة إلى الدور الذي يجب أن يضطلع به القطاع الخاص والبيوتات التجارية والأوعية الادخارية في إطار الإسهام البناء في إقامة المشاريع الإنتاجية وبما يكفل كذلك تعزيز الشراكة المجتمعية وتجفيف منابع الفقر عبر توفير فرص العمل وتشغيل الأيدي العاملة، خاصة مع المعرفة الأكيدة بعدم قدرة أية حكومة مهما كانت الوفاء بكامل هذه الالتزامات.. وهو ما يتطلب أيضاً تكرار الدعوة لإقامة شراكة مجتمعية فاعلة وتحديداً مع القطاع الخاص. إذاً ونحن في هذا الشهر الكريم بحاجة إلى تمثل قيم العمل والإنتاج وترسيخ مبادئ التعاون والتكافل والتراحم امتثالاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقوله سبحانه وتعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» صدق الله العظيم. رابط المقال على الفيس بوك