«3» لم يعترض مسيرة الفكر البشري بمختلف عقائده ودياناته أي عائق أخطر من الخطاب الديني «المتشدّد» أو المنغلق الذي وزّع سلطاته وفق معايير فرضت على أنها أوامر دينية أنزلها الله على قلوب البعض من رجال الدين أو السلطات الدينية, انعكس ذلك سلباً على أيديولوجيات الخطاب الديني على مر التاريخ؛ حتى إن الثورات الأوروبية في العصور الوسطى ضد السلطة الدينية والإقطاعية في تلك المرحلة لم تك سوى انعكاسات لتلك الحالة من التسلط وظهور حالة وعي جديد بخطورة التقولب في إطار ديني يتحكم فيه مجموعة من الشخوص/الكهنة ورجال الكنيسة, الأمر الذي استدعى خلق وعي جديد لمضمون النهضة والفكر في تلك المرحلة بالذات, وهو ما استدعى قيام حركات جديدة مناهضة للسلطة الدينية وظّفت فكرها في مدار منفتح كي يتقبّل كل الحداثة التي ستأتي لاحقاً. حالة التسلط الديني «البشري» هذه أصبحت حالة سلوكية استغلها بعض رجال الدين في الوطن العربي والعالم الإسلامي حديثاً في تمرير أو كسب مصالح شخصية بالنسبة لرجال الدين في الحالة الإسلامية الراهنة, وظّفت من خلالها هذه الشخوص خطاباً دينياً يخدم مصالح معينة على أساس أنها محاولة للتقارب مع السماء أو كقربان يتقدّم به الفرد المسلم لدخول الجَنة, ساعد على ذلك وجود حالة من الجهل لدى معظم العامة بأمور الدين والدنيا وانشغال البقية الأخرى بالصراعات المذهبية والدينية. كان الكثيرون ينادي ويقول إن الحضارة لن تقوم إلا بقيام الدين الإسلامي وتطبيقه في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية؛ رغم أن هذه الدعوة لم تعتمد المنهج العلمي في طرق توعية الآخرين بهذا المصطلح وأهدافه وماهية الروابط التي يمكن أن تجعل من الآخر شريكاً لها في هذا المنهج أو هذا المشروع كون الآخر هو الطرف الذي تريد أن يوصل فكرة الحضارة الإسلامية من خلاله. رابط المقال على الفيس بوك