هل من تسوية تخرجنا من دائرة الموت العدمي؟..هذا سؤال لم يعد افتراضياً ومشفوعاً بالآمال والآمال الكبيرة، بخروج العالم من شرنقة الحالة القائمة, ذات الآثار الوخيمة على السياسة الدولية، بل إن هذا الأمر أصبح مُلحاً جداً، حيث بدأت دوائر صنع القرار في أكثر البلدان قوة وأثراً، تعيد النظر في ثوابت السياسات الخارجية التي نجمت عن فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وانفساح الطريق لمشروع عالم جديد، ينتظم جبراً أو خياراً ضمن سياق المركز الكوني الواحد الذي تشرف عليه الولاياتالمتحدة. هذه الحاجة الملحة لتسوية سياسة دولية يتشارك فيها الكبار هي بمثابة سفينة نجاة يمكنها أن تبحر بالبشرية صوب الخيارات العاقلة، فالاستقطاب وصل مداه ، وأدوات التدمير تكاد تخرج عن نطاق السيطرة، والتكتيكات اللوجستية بشقيها العسكري والأمني اصبحت تتداخل مع المصالح المالية الكبرى المقرونة بتجارة السلاح، وأمراء الحرب الحاملين لنياشين الدول وأعلامها يتبارزون في تسجيل المزيد من الموت المجاني، والتشريد الجماعي، مطمئنين إلى الأموال المنهوبة جهاراً نهاراً. لا مفر في مثل هذه الأحوال من إعادة النظر في المغامرات الخطيرة التي تتم على خط التكتيكات السياسية الخائبة، والتوازنات فوق المنطقية..الناشرة للخراب والدمار، والإقامة في ثقافة الموت المقرونة باموال الحروب الضارية. الكبار معنيون بالدرجة الأولى، لأنهم القادرون على تجفيف منابع السلاح، وشن حرب “مقدسة” ضد الأسلحة المملوكة للميليشيات الخاصة أينما كانت، ومحاصرة زعماء تلك المليشيات بشتى أنواع الحصار المعنوي والمادي والنفسي، مع نشر صورهم وأسمائهم في كل المنافذ الحدودية الداخلية والدولية، حتى يعرفوا أنهم مطلوبون لعدالة الحياة. على الولاياتالمتحدة وروسيا ودول اوروبا الغربية والصين والهند واندونيسيا والبرازيل والارجنتين وتركيا، التوافق على صيغة ناجزة لمحاصرة مافيا الحروب .. في دواخل بلدانهم قبل العالم الخارجي، وفي العالم الخارجي، بنفس القدر الذي يحقق تسوية أولية على خط تسوية دولية لم تعد قابلة للتأجيل. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك