بعد ثورات الربيع العربي جرى تحول لمركز القوة من القوات المسلحة والجيوش الى الشعوب ومعه تحولت وسيلة القوة الى الإعلام كقوة بديلة وكوسيلة سيطرة على الشعوب وعمل غسل دماغ بواسطة الآلة الإعلامية التي يمتلك اغلبها المؤسسات القديمة التي ثار عليها الشعب او ما يعرف بالدولة العميقة وشبكة المصالح .... عمدت هذه المكينة الإعلامية الى خلط الأوراق ولبست ثوب الثورة لقتل الثورة وتأليب الناس عليها و ضخ أكاذيب سوداء لا تنتهي؟؟ وتحول الإعلام فعلاً إلى وسيلة إرهابية وقمعية كبديل عن أمن الدولة في إرهاب الناس وتخوينهم والحكم عليهم بالإعدام المعنوي، وإذا كان جهاز أمن الدولة والأمن الوطني سيء الصيت سابقا يقتل الناس في الزنازين بدون محاكمة فان الإعلام يقتل الأفراد والجماعات الوطنية معنوياً ويجرمهم أمام المواطن إلى درجة المطالبه بإعدام هولاء وتزفيرهم باعتبارهم أجانب ومجرمين؟ قبل يومين كنت اسمع إحدى القنوات المصرية تتحدث عن نصب المعتصمين السلميين النازلين مع نسائهم وأطفالهم في ميدان رابعة لصواريخ لضرب مواقع الجيش ؟وهي لا تعدو عن دعوة الجيش لضرب الناس بالصواريخ والدبابات كما كان يجري عندنا ؟ و لا يتوقف المذيع ليذهب بكل حماس يقسم ان نصف الموجودين في ميدان رابعة العدوية سوريين وفلسطينيين وبعض العراقيين ؟؟ ....لم يفقد هذا الإعلام المهنية بل فقد الشرف كله ورفع الكذب شعاراً له تماما وأصبح أشبه بالوباء وناشر فتن واكاذيب .لكن الملاحظ أن (الماء زاد على الطحين ) وبلغ الكذب ذروته والتحريض حد الإسفاف المستفز وهو ما أعطى مردوداً معاكساً دفع بالمشاهدين والمستمعين مباشرة الى الطرف المستهدف ليعرفوا الحقيقة ويكتشفوا بأنفسهم مدى الزيف الرخيص ويدركون الطرف الجاني والمجني عليه والظالم والمظلوم الذي يقدم بصورة معكوسة في الإعلام الذي سقط في حبال كذبه ورأينا كيف فشلت الحملة الإعلامية الشرسة بإثناء الشعب المصري للخروج مع معارضي الحكم الحالي بصورة أذهلت الجميع وخرج بعض رموز الحكم الحالي يحمّل إسفاف الإعلام الحكومي والمساند مسؤولية الفشل وزيادة الزخم الشعبي المعارض باعتباره إعلاماً مستفزاً أكثر من إعلام صانع للرأي؟؟ ليدلل كل هذا على وجود معطى ايجابي وهي قوة المجتمع الذاتية وتجاوزها لعمليات غسيل المخ والإمساك بالمبادرة كشعب يصعب خداعه في زمن الثورات والفضاء المفتوح . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك