إلى روح الشهيد فتاح في ذكرى مولده.. كنت تستعذب الحلم مبتسماً كربيع كسا حلّة للوجود وغنى على المرج، راقص قطر ندى داعبتها الفراشات في أفق مشمس من بريق رؤاك. واحد لا سواك أدار بنجمته البحر فاستوطن الماء قلب الجبال، ومن عدن رفعت كفك البيرق الأممي الجميل وقلت: غداً جنة الفقراء على الأرض، لا فخ في طرقات المنى أو شراك. الدروب التي عبرتها خطاك أعشبت، والزمان الذي شهدت مقلتاه سناك مضى ناصعاً في كتاب التواريخ تقرأه الشمس نقشاً ضحوكاً ينير الجموع إلى واحة الحب والعدل والاشتراك. كنت والبحر صنوين، تصطاد لؤلؤة الفكر دون شراع ودون شباك. كنت تعزف عن مغريات الحياة لتعزف قيثارة الشوق كي تستقيم الحياة؛ فكنت الدليل الذي لا دليل له فرسمت السعادة للناس حين قهرت الأسى والهلاك. كنت تعرف أن البلاد التي انشطرت مثلما السندوتش سيبلعها الغول في واجهات اليمين فقلت: استديروا يساراً، وعلمت للناس درس النضال وقلت: (خطوط التقاطع غابت)، وغادرت من مسرح العمر في خفة كالملاك. سلام عليك، على روحك المشرئبة كالحزب، قر يا رفيق الجماهير عيناً، هو الحزب باقٍ يعانق فجر الأماني؛ فطبت وطبت؛ وطاب ثراك. رابط المقال على الفيس بوك