لن يختلف الجميع على أن هذا الشعب التواق الى الحرية والعيش الكريم قد هتف وبنوايا صادقه الى ثورة تغيير سبقه من خلالها امل كبير في الوصول والتحقيق لتلك الاحلام التي بنتها السنون في مخيلتهم “الدولة المدنية” على ان تكون جميع النفوس الواهنة هي مجردة حتى من وقع الإقدام فيها .تحقق ذلك التغيير المنشود بعد عناء طويل . تقدمتها ارواح روت أنهاراً من الدماء في نفس السبيل ,ولكن ما ان انزاح الستار الذي كان يخفي خلفه العديد من الاشياء هي حقائق بالفعل مؤلمة فما كان منا الا مواجهتها مع العيش الجبري في زوايا باءت بالفشل، فلم تكن نتيجة ذلك المشوار التغييري الطويل سوى ازالة شخوص وصور بات تكرارها سئماً للغاية ليستبدلها الحظ العاثر بأخرى إن لم تكن أسوا منها فجميعها عناوين للحقدالمنتقم على كل من اعلن عن توقف ذلك الزمن المرير وعبث بشره من اهل النفوس المتوحشة .مجرد صور حلت كبديل لم نفتقده ولم يحدونا الشوق الى ما نعانيه من مرارة في ظل وجودهم . فلماذا يستبدلون آمال وطموحات شعب بنقاط سوداء ربما كان وجودها غائباً عن اذهاننا تماما لهذا مشينا خلف قافلة التغيير دون حتى أن يكون هناك منبه لما قد يحدث ..فكيف يشعرون وهم ماضون بقضاء مبرم على كل شيء جميل كانت امانينا قد نسجته على ضفاف وطن يخلو حتى من جزيئات الحقد لينتهي بنا المطاف وقد ايقنت عقولنا بأن ما رمينا اليه لم يحدث منه شيء .اين هي مدنيتنا ياكرام ونحن نزداد تكتلا همجيا ! اين هو إبداعنا وكل وسائله تجزأت !اين هو انتاجنا وكل مسئول جاء فقط لرد اعتبار الآخرين ممن يدركون بأن خواطرهم المقيتة قد كسرت .فما الذي علينا فعله حتى لانتوه بوطن بين امواج البحر المتلاطمة من جديد وعقود تعقب ما سلفت ,ونحن نقول هناك شيء ما لم يحدث لكنها في الحقيقة اشياء كثيرة حدثت دون ان نعرف لماذا او كيف حدثت ,وما اشبه المتسلقين على اكتاف الثورة بمن سقطوا مؤخرا في مصر ممن كانت بضائعهم عبارة عن شعارات وخطابات معسولة وما ان يتربعوا حتى يحكموا على الآخرين بالاعدام ويشرقون ويغربون بتلك النفوس التي آملت فيهم الكثير والكثير . اذاً لم يحدث ولوا الشيء البسيط مما كنا نحلم ونسير من اجله.... رابط المقال على الفيس بوك