لبنان كبير، وعظيم بشعبه.. هذا اللبنان العربي التقدمي المقاوم، الذي لم تهده المحن، والنوائب والعواصف العاتية والمدمرة منذ إعلان استقلاله حتى اليوم.. أي على مدى ثمانية أو تسعة عقود وهو عرضة للهجمات العاتية، والقاسية والخبيثة والوحشية.. إلا أنه ظل واقفاً ومازال واقفاً تتحطم عند أقدامه كل المؤامرات والهجمات وتفشل وتهزم، وهو واقف لم يتحطم، ولم يتفتت، أو يتجزأ.. مازال لبنان العربي الواحد يواجه التحديات والهجمات، والمؤامرات بكل ثقة وصلابة وقوة وبإرادة وعقيدة. وها نحن نعيش الذكرى السابعة لانتصار لبنان على العدوان الإسرائيلي الغاشم في تموز 2006م في حرب دامت 33 يوماً، خاضت فيه المقاومة أشرس المعارك مع أقوى جيش في الشرق الأوسط هو جيش العصابات الصهيونية، وذلك ما أكده السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله حين قال في أول كلام له بعد انتصار المقاومة الإسلامية.. إن الذي انتصر كل لبنان، وكل القوى القومية العروبية التقدمية في الوطن العربي، كل هؤلاء يعتبرون انتصار تموز انتصارهم. فالمقاومة الإسلامية التي كانت تواجه العدوان الغاشم كانت واثقة من أن لبنان كله معها ابتداءً بالرئيس آنذاك، أميل لحود، ومروراً بالجيش بقيادة الرئيس الحالي ميشال سليمان، وقوى الأمن، يقفون في ظهر المقاومة، والشعب اللبناني أيضاً كان يحمي ظهرها بكل قواه الوطنية العروبية التقدمية مثل التيار الوطني الحر بزعامة ميشل عون، وحركة أمل وزعيمها نبيه بري، وزعامات الجبل مثل طلال ارسلان ووئام وهاب، أسامة سعد، ونجاح واكيم، وسليم الحص، وعمر كرامي، وكريم بقرادوني رئيس الكتائب السابق، وتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية، والحزب القومي السوري.. وغيرهم من الوطنيين القوميين التقدميين الذين حضنوا المقاومة، وحموا ظهرها، واستقبلوا شعبها الجنوبي في بيوتهم، ومدارسهم، وكذا مساجدهم، وكنائسهم، وقاسموها الغذاء حتى عادوا إلى الديار.. هؤلاء جميعاً هم لبنان الذي انتصر في حرب تموز 2006م، لأنهم لبنان الوطني العربي التقدمي قدروا مدى التضحية التي تقدمها المقاومة الإسلامية اللبنانية.. وهي الأجزل عطاءً، والأكرم والأسخى تضحية. انتصار لبنان في تموز 2006م لم يكن انتصاراً عسكرياً، بل أيضاً انتصار سياسي في تلك المفاوضات التي فوض فيها عن حزب الله السيد نبيه بري.. والذي انطلق في مفاوضاته من الواقع العسكري الميداني الذي كان يطلع عليه يومياً.. فكان يفاوض على وقف إطلاق النار من على أرضية قوية حتى فرضوا القرار الذي يريدونه على مجلس الأمن، وهو مالم يفرض على مجلس الأمن من قبل، لقد خرجت العصابات الصهيونية من هذه الحرب تلعق المر، بل الأمرين، وبعد أن انتهت أسطورة جيشها الذي لا يقهر.. ومازالت تعاني من الصدمة حتى الآن، وهي لن تكرر أبداً غلطتها مع لبنان لأن هناك مقاومة، وشعباً وجيشاً.