التدابير التوجيهية الرئاسية واضحة المعالم حول «الجنوب وصعدة» لم تنفّذ بعد، بل إنها خضعت لشكل من أشكال البيروقراطية اللَّزجة، حتى إن اللجان المُشكَّلة لإعادة المُسرَّحين العسكريين والمدنيين في الجنوب؛ تحوَّلت إلى مزاج لتدوير قواعد بيانات معلوماتية جديدة، كما لو أن المُسرَّحين من أعمالهم خارج القانون والنظام ليسوا ماثلين أسماءً وشخوصاً أمام أعين الجميع؛ بل يعاملون وكأنهم من “أهل الكهف” القادمين من متاهات أزمنة مجهولة!!. وبالمقابل يعرف القاصي والداني عن أراضي الدولة البيضاء، ومؤسساتها الخاصة في عموم الجنوب، ولم يتحرّك ساكن حتى الآن لتستعيد الدولة منهوبات أُصولها التي تعتبر أُصولاً لعموم الشعب، وقس على ذلك الوحدات السكنية التي صُرفت للموظفين، ودُفعت أثمانها سلفاً، وقُيِّدت مساحاتها ومرئيات بنائها ومازالت حتى اللحظة في قبضة الذين نهبوها جهاراً نهاراً، وعمَّدوها بفرمانات سلطانية مناقضة للدولتيَّة ولمعناها..!!. وفي صعدة لا يبدو الحال أحسن مما كان، بل زاد الاستقطاب حضوراً وتوسُّعاً، وتجري الآن حرب غير معلنة بين الجماعات السلفية الجهادية من جهة، والحوثيين الرائين لمرجعية إمامية تاريخية من جهة أُخرى. الحوثيون يرون أن المرجعية الإمامية التاريخية خَبِتْ لتعود، وتلاشت لتنبثق مجدّداً، وهي مُدجّجة بحراب البسطاء، ودعم خارجي يتحوّل إلى أيديولوجيا مشتركة بين الشيعة الاثنى عشرية الجعفرية بحسب نسختها الراهنة، والحوثية بحسب استيهاماتها غير الزيدية بالمرّة. وبالمقابل يتبنَّى السلفيون «الطُهروانيون» عقيدة “الفرقة الناجية” التي تنص على استحضار المِثال من التاريخ دون سواه، واعتبار كل جديد “مفسدة وبدعة” والنظر إلى المختلف بمنظار «الاستبعاد حد الاجتثاث». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك