لقد كان من أبرز أخطاء ثورة سبتمبر هو تحالفها مع القبائل التي وجد فيها تنظيم الأحرار ذراعاً من أذرع القوة لمواجهة قوات الإمام العسكرية وسطوته ولم يدر في حسبانها أن مشاركة هذه القبائل في الثورة سيعطي القبائل الحق فيما بعد للاستئثار بالسلطة لكونها هي الحامية للثورة, وهي التي دافعت عنها بقوة السلاح «السلاح المناقض تماماً لأي مشروع مدني». ذات الشيء حدث في ثورة فبراير الشعبية, دخول القبائل والعسكر كحماة للثورة أنتج كلفة كبيرة لم تقدر عليها القوى المدنية التي تراجعت من الواجهة, وبرزت بدلاً عنها ذات القوى التقليدية لتعيد إنتاج أدواتها من جديد. خطأ ثوار 26 سبتمبر و14 أكتوبر أن غالبية من تصدّروا المشهد كانوا من غير حاملي المشروع المدني, وغلب عليهم نزق الثورة وعنفوان الشباب, ولذلك كانت أخطاؤهم فادحة وهم يستعينون بأعداء الثورة والمدنية لنصرة مشروع التحرر والثورة. الثورة التي لا تحمل مشروعها ومشروعيتها من رجالها الحقيقيين تنتهي نهايات مأساوية, وينتهي معظم رجالها إما داخل السجون أو في المنافي أو شهداء في المقابر, ويتصدر المشهد من جديد أعداء الثورة والحرية والتحرر. لأننا لم نتعلم من أخطاء الماضي, ولأن القوى المدنية والأحزاب كانت تشتغل في الهم السياسي اليومي ولم يكن هناك جهد معرفي تثقيفي نتعلّم من تجارب الماضي حتى لا نكرّر ذات الأخطاء. رابط المقال على الفيس بوك