بدأت معالم ارتدادات الزلزال السوي تظهر رويداً رويداً، خاصة لجهة تصدع التحالفات العربية والإقليمية والدولية الداعمة لثورات الربيع العربي ومنها الثورة السورية. وبطبيعة الحال، فإن الأمر لا يقتصر فقط على تبعات الزلزال السوري وإنما يمتد – كذلك – إلى زلزال مصر خاصة بعد التطورات الدراماتيكية التي أعقبت الإطاحة بحكم « الإخوان المسلمين » وما تركه – هو الآخر– من تصدع في جبهة الحلفاء، لعل أبرز تجلياته العلاقات التركية – السعودية، فضلاً عن الموقف الأمريكي المتذبذب حتى الآن إزاء المشهد في كل من مصر وسوريا وعلى نحو لم يكن في حسبان بعض دول الإقليم. إن تداعيات الزلزال السوري لم تقتصر فقط على جوانب الأعباء المتزايدة للمهاجرين السوريين هرباً من الاقتتال إلى دول الجوار ممن يتجاوز عددهم سقف المليون مهاجر وإنما يمتد إلى أبعد من ذلك، متمثلاً في المجابهات العسكرية المعلنة بين حزب الله والجيش العربي الحر في الداخل السوري، فضلاً عن سلسلة التفجيرات التي تطال مناطق شيعية وسنية، في إشارة لا تخطئها الدلالة عن حرب مذهبية وشيكة في الداخل اللبناني ،وذلك جراء إرتدادات الزلزال السوري. ومن الطبيعي أن ترتفع وتيرة العنف داخل سوريا مع الحديث عن مؤتمرات دولية برعاية روسية – أمريكية للتوصل إلى تسوية بشأن هذا النزاع وإيقاف هذه الحرب، بل لعل الأمر الأكثر إيلاماً ، تلك الأنباء عن استخدام السلطات الحكومية للأسلحة الكيميائية التي نجم عنها وفاة قرابة 1500 شخص في منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق. إن استمرار إطالة النزاع المسلح داخل هذا القطر العربي الشقيق، سوف يلقي بظلال تداعياته الخطيرة على مجمل دول المنطقة ، ليس - فقط- على صُعد اتساع نطاق التهجير وإنما – كذلك – في إمكانية نقل مشهد الاحتراب.. وهو ما ينذر بحدوث كارثة مروعة تطال دول وشعوب المنطقة العربية. فهل من إمكانية لإيقاف تداعيات وارتدادات الزلزال السوري حتى لا يلقي بمزيد من التبعات الإضافية على محيطه الإقليمي.. أم أن القوى المؤثرة ستبقى عند دبلوماسية حافة الهاوية التي أضاعت علينا – قبل ذلك– دولة فلسطين وخربت لبنان وحيّدت مصر وجعلت الأمة العربية تعيش حالة نكوص دائم ، بعد أن نجحت هذه المؤامرة إلى تفريخ الأمة إلى شيع وفرق ومذاهب وقبائل يقاتل بعضهم بعضاً؟!. رابط المقال على الفيس بوك