ظاهرة سيئة سيلمسها من يتردّد على الأكشاك والمكتبات وهي وقوف بعض الناس وانكبابهم على قراءة الصحف المختلفة المرصوصة بانتظام في الأكشاك.. بعض الناس لا يكتفي بالنظر السريع للصحف والمجلات وتمشيط أهم عناوينها مثلاً.. بل يقلّب هذه الصحيفة وعند الانتهاء منها يبدأ بتقليب صفحات صحيفة أخرى وهكذا وكأنه جالس في البيت ولا ينصرف إلا بعد أن ينهره صاحب الكشك.. حينها ينصرف .. مثل هذا الشخص كثيرون يطيلون البقاء وفي بعض الأحيان لا يتيحون فرصة للقارئ الجاد الذي جاء أصلاً لاقتناء عدد أو أكثر.. فتجدهم يشكّلون صفاً لا تستطيع اختراقه والحصول على العدد الذي تريد إلا بعد أن تجذب أحدهم من (شميزه) - برفق طبعاً – من الخلف. وأحياناً تغادر الكشك لأنه يضج بالعاطلين فتبحث عن كشكٍ آخر فتجده لا يقلّ زحاماً عن السابق.. ونتيجة لذلك تجد أن بعض أصحاب الأكشاك أصبحوا لا يُفرّقون بين قارئ جاد يبحث عن المعرفة وبين قارئ جاء يتسلّى فقط.. فبمجرّد أن تقف وتطالع بعض عناوين الصحف ثم ترفع بصرك نحو صاحب الكشك تجده قد زوى ما بين حاجبيه تعبيراً عن عدم رضاه لما تفعل.. مع أن ما قُمتَ به لا يستغرق دقيقة واحدة.. وله الحق في ذلك فمن كثرة تردُّد العاطلين على الأكشاك أصبح صاحب الكشك لا يُفرّق بين قارئ وغير قارئ ..فمتى يرعوي هؤلاء الذين يُطيلون بقاءهم في الأكشاك ويُتيحون لغيرهم فرصة القراءة التي تنتهي باقتناء بعض المطبوعات وليست قراءة للتسلية فقط. رابط المقال على الفيس بوك