مؤتمر الحوار والمكوّنات وكل المشاركين في الحوار يعيشون لحظة ذهول وإرباك وتوهان، وكل مكوّن؛ بل كل فرد ينظر إلى الآخر لعله يجد لديه ما يخرجه من هذا الهول والذهول، وطن مهدد بالتشظي، وقتل واستهداف لكل شيء وعلى رأس ذلك استهداف الإنسان والثروة وآخرها استهداف رئيس الوزراء وبعدها مباشرة استهداف أنبوب النفط، وكل شيء جميل في اليمن أصبح مستهدفاً. وللأسف مجرمو الأمس أصبحوا يقودون عملية التحرُّر ودعوى رفع المظالم عن المناطق التي ظلموها من قبل بأشد مما ظلمت به من بعد، يدّعون أنهم هم الممثلون الحقيقيون لهذه الجهة أو تلك؛ ومن يخالفهم الرأي فهو خائن وعميل؛ وحتى لو خالفهم الشعب بأجمعه فإن هذا الشعب سيصبح خائناً في نظرهم لأنهم يرون أنفسهم أنهم هم الشعب، ومن ليس معهم ليس له حق أن يرفع صوته، وما أشبه الليلة بالبارحة، فهؤلاء قوم لم يعلّمهم الزمن رغم مآسيه، ولم يستفيدوا من أخطائهم رغم كثرتها، ولم يتوبوا من جرائمهم رغم فظاعتها، وطالما أن عنجهيتم هذه تدرُّ لهم عشرات الملايين سواء من الداخل أم الخارج فإنهم مستمرون في غيّهم؛ وكل شيء بثمنه. آن الأوان لجماهير الشعب اليمني أن يستشعروا اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد ويدركوا حجم الخطر المحدق بهم، ولن يستثنى أحد منهم، فيحتم عليهم أن يوقفوا كل مزايد ويردعوا كل متاجر بشعبه، ويلتفوا صفاً واحداً مع المخلصين للوطن، ويلبّوا دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أصبح يكرّرها في كل خطاباته والتي تدعوهم إلى تحمل مسؤوليهم التاريخية وخاصة النُخب وقادة الأحزاب وكل رجال اليمن ونسائه، نلتف حول الرئيس جميعاً بمختلف التيارات والمشارب من أجل الوطن، لكي لا ندعه وحده، وفي المقابل نحمله المسؤولية التاريخية لقيادة الوطن في هذه اللحظة التاريخية الحرجة إلى بر الأمان. وعلى الإعلام تقع مسؤولية كبرى بضرورة الإحساس بالمسؤولية والواجب الوطني وتغيير كل الأساليب التي يمارسها الآن والتي تعمل على الفرقة والتمزيق أكثر مما تعمله للصالح العام، فالواجب أن يتحول خطاب الإعلام إلى طاب مسؤول يقدم مصلحة الوطن العليا على مصلحة الجيوب والمصالح الضيقة. الجميع على المحك، والتاريخ يراقب، وكل حزب وجماعة وفرد يضع نفسه حيث يشاء، إما في صفحات الخالدين وإما في صفحات الملعونين، سدد الله خطى الجميع لتوحيد الكلمة، وحفظ وطننا من كل سوء ومكروه. رابط المقال على الفيس بوك