لست مبالغة إن قلت إن المسخرة بكل أشكالها وأنواعها أصبحت الطبيعة الإيجابية التي تساعدنا أن نظل على قيد الابتسامة في بلادنا بالذات بعد أن عجزنا عن الاستمرار بالكذب على أنفسنا أن الغد سيكون أجمل في ظل ثورة تخاذلت عن المرجو منها باقتلاع منظومة الفساد لتكتفي باقتلاع شخص وإبقاء جذوره التي مازالت تنمو على أكتاف الوطن والمواطن. أصبحنا اليوم أكثر قدرة على تجاوز انتكاستنا بطبيعة سخّرناها لأنفسنا بأشكال مختلفة التعليق والنكت الساخرة من مشاكلنا، حولنا الواقع بأكمله إلى مسرح تعلو عليه أوجاعنا ومشاكلنا وأحلامنا المؤجلة فنصفق لها بأيدينا العاطلة ونقهقه بسخرية لمشاهدها المؤلمة. كل هذا جعلني أتمنّى بالفعل لو أننا نجيد فهم معاني التحرُّر والقدرة على إدارة أزماتنا مثلما نجيد السخرية منها ومن مسببيها، فكل النكات والتعليقات المفعمة بروح السخرية لم تُقل مصادفة أو بشكل جزافي إنما خُلقت من صلب ثورة تركناها بحكم أنها مأمورة. أوقاتاً كثيره تُصادفني تعليقات ورسوم كاريكاتيرية أشعر أنها بحد ذاتها ثورة وإن كانت من نوع آخر كتوصيف لها ثورة إبداع اكتملت عناصرها الثلاثة من منتج ومتلقٍ ومروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الصحف بشكل رسوم أو مقالات تصنّف على أنها ساخرة، وهذا لا يجعل شهرة كاتبيها محط استغراب؛ لأن هذا الفن المؤجز هو البارز والأقوى للتعبير عن الغضب وحالة الكبت السياسي والاقتصادي الناتج عن عدم تحقُّق ما كنا نتمناه. عاشت المسخرة كنوع من التذمُّر الذي يجعلنا نستحق الحياه. بقايا حبر : ثمة وجع يستبيح أنامل الأوهام حبر عميق يتراءى له انتفاضة الأشجان يا إلهي..... كيف تمتد تلك اللوعة إلى تلاويح الأنفاس..؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك