بغض النظر عن الشكوك التي تحوم حول صدقية الواقعة القديمة أدناه – عن كتاب (سبائك الذهب في أنساب العرب)- إلا أن مضمونها يحمل دلالات ومغازي تنتهي إلى أنها إحدى أهم أسباب ما يحدث في اليمن من مآس ومحن.. مع الإشارة إلى انه تم حذف اسم الخليفة من قبلي حتى لا يكون سببا لتجاهل مضمونها على حساب العصبية. حوار دار، في صدر الإسلام، بين أحد الخلفاء وغلام من (بني شيبان) يقال له دغفل (أصبح فيما بعد نسّابة). وكان الخليفة عليماً بأنساب العرب وأحسابهم، حتى أن حسان بن ثابت رضي الله عنه عندما هجا قريشاً بالطعن في أنسابها وأحسابها، قالوا: ذلك شعر لم يغب عنه الخليفة. تقول القصة إن الخليفة مرَّ مع النبي صلى الله عليه وسلم في أول البعثة، بقوم من (بني شيبان) بالحرم فسألهم: ممن القوم ؟ فقالوا من بني شيبان، فقال من أيهم ؟ قالوا من ذهل، فقال أمن ذهل الأكبر أم ذهل الأصغر ؟ قالوا بل من ذهل الأكبر، قال أمن هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا: من هامتها. قال: أمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنعمها ؟ قالوا: لا. قال أمنكم عوف الذي قيل فيه: لا حرَّ بوادي عوف؟ قالوا: لا. قال: أمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا. قال: أأنتم أخوال الملوك من كِندة ؟ قالوا: لا. قال: أأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا: لا. قال فلستم من ذهل الأكبر. عند ذلك قام له دغفل وقال : (إن على سائلنا أن نسأله.. فممن الرجل فقال: من قريش. فقال: دغفل: بخ بخ أهل الرياسة والشرف! فمن أي القرشيين أنت؟ فقال الخليفة: أنا من ولد تيم بن مرة(وكان هذا الفرع من قريش الذي ينتمي إليه فرع قليل العدد جداً في قريش )، فقال دغفل: والله لقد أمكنت الرامي من سواء الثغرة.. أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من قريش وكان يقال له مجّمِعاً؟ قال الخليفة: لا. قال دغفل : أمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه وأهل مكة مسنتون عجاف قال : لا. قال : أمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا. أمن أقل السقاية أنت ؟ قال: لا. قال أمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا. قال: أمن أهل اللواء أنت؟ قال: لا.. ثم انسحب الخليفة. فقيل له لقد وقعت من الغلام على باقعة. فأجاب : نعم كل آفةٍ لها آفة، والبلاء موكول بالمنطق. رابط المقال على الفيس بوك