غادر السلطة رؤساء أنظمة حكم عربية، وان بآليات مختلفة، وبقيت أدوات وثقافة ماضي حكم, أدوات وآليات وثقافة أنظمة حكم “ أدامت “ السلطة لرؤساء وحكام ضمن توجه في مضمونه سيطرة متنفذين ومراكز قوى على مؤسسات وأجهزة الدولة وفي كل المستويات بغض النظر عن كفاءتهم أو قدراتهم, أدوات وآليات وثقافة ماضي حكم «حاضرة» في أجهزة ومؤسسات ومنظمات عامة، في أحزاب وتنظيمات سياسية، حاضرة في سلوكيات وتصرفات أفراد، كنتيجة حتمية لأنظمة حكم شمولية، سيطرت على السلطة عقوداً من الزمن ..أدوات وثقافة ماضي حكم، التغلب عليها يمثل إحدى تحديات ثورات الربيع العربي.. أدوات وثقافة «معيقه» تجد في خلافات تبرز من وقت لآخر بين تحالف قوى ثورات الربيع العربي، وفي «رغبة» قوى سياسية في الانفراد بالسلطة والثروة والاستحواذ على أو «المحاصصة» في الوظيفة العامة، تجد في سلوكيات وتصرفات مسئولي مؤسسات وأجهزة حكومية, محسوبين على ثورة التغير, هي نفسها سلوكيات وتصرفات مسئولي ما قبل ثورات الربيع العربي “ ما فيش حد احسن من حد “... أدوات وثقافة، ترى وتجد في ذلك كله ما يعيق تحقيق أهداف ثورات الربيع العربي، وهو ما تريده، وفيه ما يضمن استمرارها في أجهزة و مؤسسات دول الربيع العربي حاضراً ومستقبلاً. غادر السلطة رؤساء أنظمة حكم عربية، بفعل مظاهرات واحتجاجات واعتصامات، وتعدد وتنوع ساحات يحتشد فيها شباب وشابات وشيوخ، بفعل ثورات شعبية، بفعل توحيد مواقف ورؤى تحالف قوى ثورات الربيع العربي ، توحيد مواقف ورؤى لأحزاب وتنظيمات سياسية ، تعززه متغيرات محلية ودولية غادر هؤلاء وغادر معهم “ حاجز خوف” أوجدوه هم وعلى مدى عقود من الزمن، قتل في الناس روح الإبداع والابتكار وبقي عائقاً أمام إحداث أي تنمية سياسية وحزبية، أي تنمية ديمقراطية، أي تداول سلمي للسلطة. وعليه، تبقى الحاجة مُلحة لمثل هكذا تحالفاً ومواقف ورؤى موحدة، تبقى الحاجة ملحة لمقاومة «مغريات» الإفراد بالسلطة والثروة، تظهر على المدى القصير لمجرد سقوط رؤساء أنظمة حكم.. تبقى الحاجة مُلحة إلى: تجسيد ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف, أدوات وثقافة حكم جديدة, وفق عمل مؤسسي والابتعاد عن الشخصنة, توزيع أصحاب الكفاءات والقدرات والمؤهلات على أجهزة ومؤسسات الدولة كقيادات إدارية, ضمن شروط ومعايير ومفاضلة, تنمية سياسية وحزبية, تنمية ديمقراطية, تعوض سنوات حرمان لم تتمكن أحزاب وتنظيمات سياسية من بناء نفسها تنظيمياً وسياسياً واقتصادياً بفعل قمع الأنظمة الحاكمة لها . .تبقى الحاجة ملحة لمثل هذا كله حتى تتحقق كامل أهداف وتطلعات شعوب ثورات الربيع العربي في الحرية والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة, الديمقراطية بحاجة إلى الإخوان واللبراليين واليساريين والقوميين وهذا ما نتناوله في مقال قادم. رابط المقال على الفيس بوك