الديمقراطية لفظ جميل ورائع يحمل معاني نبيلة، وإنسانية، ومفاهيم واتجاهات تهدف إلى تحقيق العدل، والمساواة، والحياة الحرة الكريمة الآمنة، المستقرة لكل إنسان.. لكن يجب أن تكون الديمقراطية منظومة متكاملة، متعاضدة، متعاونة على المستوى السياسي، والاقتصادي، وكذا الاجتماعي.. ومن المغالطة، والاحتيال على الشعوب، وإفهامهم أن الديمقراطية هي الممارسة لحق الترشيح، وحق الانتخاب.. فقصر أو حصر الديمقراطية في حدود الترشح والانتخاب، وترك أجنحتها التي تطير بهما.. وهما جناح الديمقراطية الاقتصادية، والجناح الثاني الديمقراطية الاجتماعية. ومن الديمقراطية الحقيقية أن تصل بأبناء الشعب إلى السلطة والحكم وألا تحصر في شلة محددة، وعليه إن الديمقراطية التي يجب أن تكون النهج للدولة المستقبلية أن تفصل على مقاس الشعب كاملاً وممن تتوافر فيهم الشروط المهمة مثل: أن يكون المرشح مؤهلاً للموقع المرشح له. أن يكون عمره مناسباً ،أي في عمر الشباب ما بين 25سنة و45سنة. أن تحدد الفترات الانتخابية لسلطات الدولة “رئاسية ، برلمانية، شوروية ، محلية” بدورتين انتخابيتين.. إذا فاز في الدولة الثانية، وتحريم الترشح لأي أحد للمرة الثالثة نهائياً.. أن تحدد كل فترة انتخابية بسنوات محددة “4سنوات أو 5سنوات أو6 سنوات” ولا يجوز لأي أحد أن يعدل في ذلك. ألا يكون هناك جمع بين السلطة المحلية، والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.. أي لا يجوز أن يكون هذا أو ذاك وزير في الحكومة، وعضو مجلس نواب، أو عضو مجلس محلي أو موظف حكومي، وعضو مجلس محلي. عدم إجازة الترشح لقريب “ابن أخ وخلافه” انتهت فترتيه الانتخابية إلى بعد دورة انتخابية على انقضاء دورتيه.. إن هو فاز لدورتين. إننا بحاجة إلى ديمقراطية تضمن تداول سلطات الدولة بين أبناء الشعب، ولا ينحصر تداولها على النخب الحزبية، والاجتماعية، والدينية والاقتصادية، والتجارية، بل نريد السلطة، أو مؤسسات السلطة أن تصل إلى الأدنى، والأكفأ من الكوادر الحزبية، ومن المستقلين، رجالاً ونساء دون تمييز أو تفريق. فهل يلتفت بناة الدولة الجديدة ، دولة المستقبل، دولة الشعب كل الشعب إلى هذا الموضوع، ويتنبهون له، ويضمنون أن تكون الدولة بجميع سلطاتها للشعب، والديمقراطية للشعب، بدلاً من دولة النخب، وتداول السلطة بين النخب في ظل ديمقراطية النخب؟ إننا نخاف من أن تعاد صياغة الدولة، وتفصيلها على مقاس النخب، والقوة المشاركة في مؤتمر الحوار، فإن حدث هذا فكأنك يا بو زيد ما غزيت!! وكما يقول المثل: ديمة وغيروا بابها!!. رابط المقال على الفيس بوك