أخذت جماعة الإخوان في تونس ومصر فرصتها الكاملة لتقديم براهين جدارتها السياسية وكفاءتها الإدارية في ولاية السلطة وممارسة الحكم لكنها أضاعت هذه الفرصة حين عجزت عن اغتنامها بكفاءة واقتدار كما فشلت في توظيفها لإنجاز الأهداف التي صنعت هذه الفرصة وحددت أولوياتها بالتغيير الشامل للنظم السياسية وسلطات الحكم التي كانت قائمة في الأقطار العربية التي اجتاحتها الانتفاضات الشعبية في العام 2011م. نجزم بأن الفرصة التي سنحت للإخوان في سلطة الحكم كانت أكثر من كافية للحكم على أدائهم بالفشل أو النجاح من منطلق أن الجماعة لم يكن مطلوباً منها ولا مفروضاً عليها تحقيق نجاحات كاملة وإنجازات شاملة على أي صعيد وبزمن قصير فكل الذي كان مطلوبا منها هو قيادة المرحلة الانتقالية في القطرين باتجاه بناء الرشد السياسي وتأسيس شروط الانتقال السليم إلى النظام الديمقراطي وهنا كانت فرصة الجماعة كافية للتثبت من طغيان نزعتها إلى التسلط والاستئثار وتسارع حركتها الساعية إلى بناء دولتها وإقامة سلطانها على أنقاض الأنظمة المنهارة بعيداً عن أي التزام بشروط ومقدمات عملية الانتقال إلى النظم الديمقراطية. قدمت جماعة الإخوان المصرية كافة البراهين القاطعة في دلالتها على أن الجماعة تحرص على بناء دولتها وإقامة سلطتها بغطاء ديني محدد بدعوى الإخوان عن دولة الإسلام وإقامة سلطانه وحكمه بدءاً من الاستقواء بأغلبيتهم العددية في مجلس الشعب المنتخب لتشكيل الهيئة التأسيسية لصياغة دستور مصر الجديد مروراً بالإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري المنتخب لفرض المشروع الإخواني للدستور وقوفاً عند الإقصاء التام لشركاء انتفاضة 25 يناير والتصادم المستمر مع مؤسسات الدولة خاصة القضاء والإعلام. في تونس تماطل حركة النهضة في صياغة مشروع الدستور الجديد بدوافع وغايات تؤكد حرص الحركة على توظيف عامل الوقت لصالح خطتها الهادفة إلى الاستيلاء على مفاصل سلطة الحكم وهيئاتها وهو ما وضع تونس أمام تعقيدات الأزمة الراهنة خصوصا وان المجلس التأسيسي انحرف عن مهمته المحددة بصياغة دستور تونس الجديد وإجراء انتخابات على اساسه ' لكن العام انتهى ويكاد ان ينتهي عام آخر والحركة تستغل المجلس للتشريع وتمكين عناصرها من مفاصل الدولة . أما في مصر فقد أظهر الإخوان كامل المؤشرات الدالة على استبدالهم عملية الانتقال بمصر إلى الديمقراطية بعملية تمكين الإخوان من الدولة المصرية فتأسست جبهة الإنقاذ ثم قامت حملة تمرد لتحشد شعب مصر في مواجهة الإخوان وإسقاط مشروع التمكين الإخواني بثورة 30 يونيو 2013م لصالح استعادة الإرادة الوطنية الطامحة إلى التغيير والتحول نحو المدنية والديمقراطية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك