يا للأسى!! كنا متوحدين قبل الوحدة أكثر من الآن على الأقل نفسياً ووجدانياً في المستوى الشعبي الأصيل والأنقى بكل ما تعنيه الكلمة مقارنة ومشاعر وأحاسيس النافذين والمهيمنين في المستوى السياسي الاكثر فسادًا وشناعة في تاريخ اليمن كلها. لذلك أقول:ليتنا لم نتوحد. نعم .. ليتنا لم نشهد هذه الانهيارات الحلمية الرهيبة لقيمة الوحدة في أنفس البسطاء المهدودين بلقمة العيش، وهم غالبية الشعب الأصدق وحدوية شمالا وجنوبا ،إذ تضمحل عاطفتهم الوطنية بنباهة تلقائية تماماً -بل غصباً عنهم على وجه التحديد -كلما شاهدوا من دمروا قيمة الوحدة يزايدون باسمها الى اليوم. ذلك أن الوحدة مازالت هي أجود ما يمكن لمجرميها ومخربيها ومتفيديها المزايدة باسمها، كما تؤكد الوقائع للأسف ، بالرغم من كل الأحداث والتداعيات الجسام التي مزقتنا أكثر من اللازم جراء سياساتهم الشريرة والمستخفة والعابثة التي فاضت بكل هذه الأحقاد والمفاسد والدماء . والارجح انهم لم يشبعوا بعد حيث في جوهرهم كما يبدو في الافق مازالوا يتكالبون لجولة صراعات جديدة أكثر كارثية وتمزيقاً لهوية اليمن ولتطلعات اليمنيين ! ياللأسى!! وليتنا لم نتوحد فعلاً. ليتنا لم نتوحد على الأقل كي نعشق اليمن شمالاً وجنوباً أكثر وأكثر!. والمحتم أن كل يمني قبل الوحدة ما تخيل أبداً أن هذا سيكون مآلها بسبب حفنة أوغاد يتكاثرون كل يوم أكثر مما مضى بينما لا يتفيدون الجنوب فقط وإنما الشمال والوسط والشرق والغرب. والخلاصة أن هؤلاء أنكى من التتار ،كما لايمكن أن يستريحوا أو أن ينتهوا بسهولة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك