العنف والغضب المتبلور في خطابات أغلب المسؤولين لايتجاوز حدود حدّة الصوت المتوعد قولاً فقط بإصلاح الأوضاع التي لم تعد تحتمل خطابات فارغة الفعل. هذا هو الأمر المحزن حد الأسف يقودنا إلى حقيقة مُرّة نحاول أن نتجاهل صداها الفتّاك بأحلامنا هي أن أصواتهم الغاضبة بالتوعد والممتلئة بالانفعال ليست أكثر من نزعة تخدم البهرجة الإعلامية وليس الواقع. الذين تتجه أقوالهم صوب الفعل لانسمع منهم اللهجة الحادة التي تجسّدهم كخطباء ولاتجعل منهم مسؤولين ينتظر منهم الشعب الأثر المرجو. فن الخطابة لايكفي أيّها المسؤول. الوطن ليس مجرد صوت يردد الولاء. الثوره ليست مجرد صوت يصدح بالتغيير. الشعب ليس مجرد صوت يُنادي بالمواطنة. لذا تحرّوا أن تكونوا مجرد ظاهرة صوتية تصيب مستمعيها بصنج الإحساس بمصداقيتكم الغرب حين نسمعهم في وسائل الإعلام لانكاد نميّز بين جدهم وهزلهم وبين قوتهم وضعفهم ولكن أفعالهم تهز الجبال وتستعمر العرب، هذه المقارنة كفيلة بجعل المسؤولين يصحون من غيبوبة الحرب الكلامية وأن يرتقوا ليكونوا مجرد أبواق تردّد إنجازاتهم الزائفة، فبلادنا تسير إلى الهاوية بخطوات ثابتة العجز. كيف سنكون شغوفين بسماع خُطبكم ونحن غارقون في هموم أبسط مقومات الحياة الماء والكهرباء التي أصبحت أهم أحلامنا التي ننتظر تحقّقها في وطن أنتم من جعلتموه بائساً! بقايا حبر: اخبروا وطني بأني لم أعد أتذكّر تفاصيل ذلك الحلم حين أهداني وهج سُرق وميضه في زحمه الغروب.! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك