ثقافة الحوار «5» محافظة تعز التي كانت ومازالت منطلق الحركة الحزبية والسياسية؛ يجب أن تحافظ على دورها، وأن تكون معقل الحوار، ويجب أن تُسهم في ترسيخ ثقافة الحوار كما أسهمت في تأسيس العمل الحزبي والثوري على مر العهود. الحفاظ على الروح الحيّة في تعز وقوة المجتمع فيها يحتاج إلى حوار مجتمعي عميق ، بعيداً عن التكتيكات الوقتية، يحتاج إلى صدق وحب وصراحة وتواصل إنساني قبل التواصل السياسي. إن نجاح تعز هو نجاح لليمن والعكس صحيح، وهذا النجاح لن يتم إلا بتنمية ثقافة الحوار وجعلها ثقافة متجذّرة يقوم بها الفرد والجماعة في البيت والمدرسة والشارع والمكاتب الحزبية والحكومية ودور العبادة والجامعات، وهذا لن يتم إلا بترسيخ حقيقة أن الجميع أصحاب حق، وألا أحد يمكن أن يعيش وحده أو يأخذ الكعكة لوحده؛ بل إن لا كعكة في الأساس دون تواصل وحوار وتضامن وإيمان بالروابط المشتركة والمصالح المشتركة التي لا تتجزأ، وأن الأحزاب والكيانات ليست بديلاً عن المحافظة ولا عن الوطن وإنما وسائل للوصول إلى مجتمع يحل مشاكله ويحافظ عليه، ولا يرضى بالظلم كظلم بغض النظر عمّن يسقط عليه الظلم. يحتاج أن ينطلق كل أصحاب تعز إلى الحوار والتواصل، وأن يجتهدوا للوصول إلى آليات سليمة وآمنة، ولكن قبل هذا علينا أن نحذر الوقوع فعلاً في محذور الشحن المناطقي أو الشعور بالتعالي كما لو أننا وطن بحد ذاته كما يحلو للبعض بحُسن نية أو سوء نية أن يدفع لما يمكن أن نسمّيها التعزية المغتربة التي ستضر بتعز؛ لأن تعز لا تستطيع أن تعيش إلا في بحر اليمن الواسع، وأن عروقها ممتدة من وإلى كل منطقة من مناطق اليمن؛ ولا يوجد معها ثأرات أو عداوات مع أحد سوى مع الاستبداد والإقصاء والتهميش، نحاربه كقيمة أياً كان مصدرها؛ لأن ثقافة استعداء الآخرين أو البحث عن عدوٍ لتعز؛ لن يسهم إلا في إفراغ قوة تعز من قوتها ودورها المنتظر. إن الدفاع عن تعز حق لأصحابها، وهو واجب وحق وطني كما هو حق لأصحاب كل محافظة، وهو دفاع عن حقوق الوطن، فالوطن هو مجموعة داوئر بشرية وجغرافية قوتها قوة للوطن، والدفاع عن مصالح المحافظة أية محافظة هو واجب أهلها، وهو الممارسة العملية للدفاع عن الوطن من قبل المواطن، وهو مصدر قوة لليمن عموماً؛ لأن تقوية محافظات وأجزاء الوطن هي قوة لكل الوطن، ويجب ألا يبقى الإرهاب القديم باتهام كل صوت يتحدث عن تعز ب«المناطقية» وفي نفس الوقت يجب ألا نتطرّف ونحن نتحدّث عن حقوق المواطنة أو نذهب بعيداً عن الإطار الوطني العام أو نختلق عداوات وقضايا غير قضايا الحقوق والشراكة الوطنية والمساواة، فتعز لا خصم لها سوى الاستبداد، وضعفها بالتباعد والسلبية, وقوّتها بالإيجابية والتواصل والحوار فيما بين أبنائها الذين سينقلون بدورهم تجربة الحوار والتواصل إلى كل أجزاء ومحافظات الجمهورية لتقوية المجتمع وتنمية الديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص في اليمن الواحد؛ وهي مهمة تعز التاريخية؛ لأن «تعز هي اليمن، واليمن هي تعز» الذي يردّدها أبناء صنعاء وأبناء الضالع على حدٍّ سواء، هي حقيقة تاريخية وليست مقولة عابرة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك