علينا أن نقف في الذكرى ال23 لتأسيس الإصلاح وقفة وفاء ووقفة تأمل ومراجعة.... فالإصلاح ليس جمعية خاصة ولا حزبا جهويا أو طائفيا، ومع أن المؤكد بأن الإصلاح ليس حزب الوطن لكنه حزب للوطن ...والأحزاب كلها أحزاب للوطن تستوعب اختلافات الشعب وتنظم طاقاتهم وتمثل مصالحهم وهذه هي الحزبية وميزة الحزبية كآخر ما توصلت إليه الإنسانية في مجال الحكم الرشيد وتحقيق المساواة في السلطة والثروة ومبدأ المواطنة المتساوية ومن ثم فهي أي الأحزاب وسائل وليست غايات ليست وطنا ولا دينا ولا بديلا عن العصبيات القبلية والجهوية كما يفهمها بعض الناس ويبطل مفعولها الايجابي بالتعصب ... التعصب هو آفة كل شي جميل آفة الديمقراطية والأوطان والشعوب والحضارة وآفة الدين والمذاهب وبه يخرب كل صالح ويقبج كل جميل!! وقد أثبت الإصلاح والإصلاحيون أنهم استوعبوا هذا الهدف من الحزبية الرشيدة فتجدهم أكثر انفتاحا على الآخر وأقل تعصبا، وعليهم أن يستمروا في المراجعات والاعتدال كحزب جماهيري يعمل من أجل مصالح الشعب الذي معه والذي ضده: الذي يوافقه والذي يخالفه، وهذه هي الوطنية ومفهوم الحزبية كأداة برامجية لخدمة الشعب وتوحيد طاقاتهم، والاعتراف بالأخر الوطني بل والدفاع عن حقه وحريته فالوطن بالنهاية ليس قبيلة وليس أسرة وليس حزبا ولا مذهبا ولا مواطنا حزبيا أو مستقلا، انه كل هؤلاء جميعا، إنه اليمن كله، وعلى الإصلاح والأحزاب أن تكون في خدمة اليمن. على الإصلاح والإصلاحيين في عيدهم ال23أن يتذكروا أنهم للوطن كله وللشعب كله، وان الحزب الناجح هو صاحب الخطاب والممارسة الوطنية من أجل الشعب كل الشعب ...فالشعب هو الوسيلة والهدف ؟؟....
لقد بدا الإصلاح حزبا جماهيريا لا يدعي احتكار الحقيقة ولا تمثيل الإسلام باعتبار أن الحقيقة نسبية موزعة، وهي الحكمة أينما وجدناها نتبعها كما أن الشعب اليمني شعب مسلم قد حسم أمر هويته الإسلامية والعروبية واستطاع اليمنيون أن يتخلصوا من الصراع الإيدلوجي، وهذا محسوب لكل الأحزاب، وكانت تجربة اللقاء المشترك رائدة على مستوى الوطن العربي، والإصلاح في الريادة والمقدمة ..وعلي اليمنيين أن يطوروا ثقافة المشترك مع الجميع لأنها هي الرافعة الوحيدة لإنقاذ اليمن وتقدمه
...يحق للإصلاح أن يفخر بكثير من الانجازات من ترسيخ النضال السلمي الى العمل المشترك الى الثورة الشعبية ومحاربة الاستبداد، ووضع حد للتفرد والتوريث، والمشاركة في ترسيخ وحماية الوحدة، وترسيخ الديمقراطية ونهج الحوار الوطني .....لكن الإنجاز الحقيقي هو الاستمرار في المراجعة والمرونه في اتخاذ المسائل الصحيحة، والبعد عن الاخطاء والسلبيات والاعلاء من شان القيم المدنية الجامعة والحاضنة لمصلحة الشعب العامة، وبصورة راقية تجعل منه ممثلا لمصالح كل اليمنيين حتى أولئك البعيدين عنه، بل ومن يناصبونه العداء ؟...
كما أن عليه أن يعيَ دور الإعلام والكلمة في امتلاك القوة التي انتقلت من القوة العسكرية الى الشعب وان أدوات المنافسة ووسائل القوة أصبحت شعبية وإعلامية كقوة بديلة ؟ وأن الشائعات تعمل أكثر من الرصاص وان السكوت يمثل تفريطا ..وأن فن الإعلام الصادق واليومي يجب أن يكون ثقافة واحترافا لكل إصلاحي وتأكيدا على الحق ومواجهة نظرية (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) بنظرية (اصدق ثم اصدق حتى يصدق الناس) لأن الحقيقة تموت أمام قول الباطل ؟... ان الاعلام هو القوة البديلة، وكلمة مكررة، وتأكيد دائم للحقيقة مهما صغرت، وهذا ما يجب ان يفهمه الإصلاحيون أمام كم الشائعات والافتراءات التي تستهدفه كل يوم وكل لحظة والكفيلة بتغير الحق باطلا والباطل حقا والأسود أبيض والأبيض أسود، ونخسر ويخسر الوطن المعركة ليس لأننا أصحاب باطل؛ لكن لأننا لم نتقن التواصل مع الجماهير، ولا استخدام القوة البديلة المتمثلة في الاعلام العام والاعلام الفردي اليومي تحديدا الذي يتفوق الإصلاح على غيره بامتلاك أدواته لكنه حتى الآن لم يستغل هذه الطاقة الإعلامية الفردية التي يمتلكها كل اصلاحي وكل مناصر. [email protected]