هذا السؤال من أصعب الأسئلة رغم سهولته الظاهرة ، أن تقول أنا مع فلان والجهة الفلانية حق وباطل فهذا سحق للذات وتقزيم للانسان ، مع (اخواته ولاجربه) هذا فعلاً نوع خبيث من الجرب الفكري والروحي فالانسان ذات مستقلة يجب أن يتحرك في مساحة من التردد والمرونة والاختيار بحثاً عن الحقيقة التي يجب أن لا أتعصب لها فالتعصب سم الحقائق ، ومن الحقيقة أن لا أعتقد بالمطلق أن ما أعتبره حقيقة فعلاً لأنه قد يطلع (فالصو) والتعصب عندها يفضحك ويحولك إلى (صعب) ابن الحمار .. لأن الانسان السوي لايجد صعوبة في الانتقال إلى الحقيقة عندما يجدها أويعتقد أنه يجدها فالحقيقة مرنة متطورة ومتغييرة بحسب الزمان والمكان والظروف المحيطة. علينا أن نتحرر من قيود التعصب والتخندق وراء الوهم ، قد تجد الحق والباطل في شخص أو جهة فما المانع أن تقول للحق حقاً وللباطل باطلاً في نفس الشخص والجهة ... خذ مثلاً أنا مع إيران في نضاله بامتلاك المواد النووية ومن حقها وغيرها ان تمتلك سلا حاً نووياً طالما والآخرون يمتلكون و(الاحقك حق وحق الناس مرق ) لكنني لست مع إيران وهي تصدر نفوذها بآلية طائفية إلينا بنفخ الطائفيات النائمة مع العلم أن إيران في الداخل دولة برجماتية بينما نراها ترعى التعصب الطائفي والفتن النائمة وتوقظها هي على حق هناك وعلى باطل هنا ، الخطأ أن تخرج إيران الى الشعوب المجاورة بهذه الصورة والمخالب السامة .. أنا مع سوريا الأسد المقاومة بدون البحث عن الدوافع لكنني لست مع سوريا الأسد التي تذبح شعبها ومن العيب أن أبحث عن مبرر بدافع التعصب لأبرر ذبح الآلاف وتدمير القرى وجرف البيوت كما تفعل اسرائيل مع الفلسطينيين ربما تجد اسرائيل الدولة المغتصبة مبرراً أمام شعبها لكن الأسد ليس لديه مبرر هل يحمي الشعب السوري من المتآمرين الخارجين بتدمير المدن وذبح الشعب السوري هذا هراء وعهر عقلي .. لم يعد الأسد بهذه المذابح مؤهلاً لا للمقاومة ولا للحكم أو البقاء يوماً واحداً كحاكم واذا بقي سيبقى كقاتل ... الأسد لايمثل حزب البعث ولا الطائفة العلوية ومن الظلم أن تعامل طائفة بجرم شخص أوعائلة فلماذا التعصب مع هذا الخراب؟ ... أنا مع بقاء المؤتمر كحزب يمثل قطاعاً عريضاً من المواطنين وأدعوهم لتفعيله لكنني لست مع الرئيس السابق وعائلته بعد هذه الدماء والثورة حتى الأزمة لمن يحب يسميها أزمة لأن الأزمة لن تنتهي ببقاء صالح وأسرته في المشهد السياسي لقد أخذوا حقهم وحق جيلين كاملين ومن يحب المؤتمر واليمن وصالح وأسرته من اعضاء المؤتمر فلا يطيل الأزمة وليقل الحقيقة التي سيسأل عليها أمام الله والأجيال.. ... أنا مع الاصلاح وضده أنا مع الاشتراكي وضده أنا مع الناصري وضده أنا مع صحيفة الجمهورية وضدها أنا مع عمود (شوارد) وضده أنا مع نفسي وضدها أنا (مع وضد) بمعيار الانصاف الممكن لأننا اذا انتصرنا ل (مع وضد) قضينا على التعصب لصالح المواطن والحقيقة وسيبقى الشعب هو السيد وغيره خدم متساوون والفوارق تحددها الكفاءة والجدارة وليس القبيلة أو العنصر أو القوة الأمر صعب لكن علينا أن نتدرب على نظرية (مع وضد) الحضارية لكي نتخلص من التعصب والعمى الحضاري. [email protected]