متى نغلب مصلحة الوطن؟ شعب مغلوب..! نحن نعيش في بلد المواطن فيه مغلوب لا حول له ولا قوة، مغنم وليس مغرم فى غابة البقاء فيها للأقوى، كل يوم تنهشه الثعالب والضباع حتى قارب على الانقراض. الصراع والسباق دوماً عليه وليس له ومن أجله, فها نحن اليوم نسمع من يقول: أن الحراك السلمي في الجنوب ليس إلا "كلام فارغ" يقوم به مجموعة مرتزقة وان معارضة الخارج عملاء ومتسكعين.. وآخر في الداخل يقول ان البلاد يديرها الحاكم "بمجموعة من السفهاء" ولا أقول أن هذا الصراع غير محمود أو غير مشروع مادام في أطره السياسية الديمقراطية ولا يترتب عليه ردود أفعال أو ضرر لأي طرف يمسه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وما هو غير مشروع هو مضمون الصراع والسباق نفسة الذى لايشتد الامن أجل المصالح والمكاسب الشخصية والانية وتقاسم النفوذ ليس إلا.. هذا الصراع وهذا الكلام كله سببه نقطة خلاف واحدة من بين الف ألف نقطة خلاف (الانتخابات) ويا عجب من هكذا ديمقراطية مفهومها كلها (انتخابات) وحسب.. وطن منهوب..! الصراع على الانتخابات دوماً يكون من اجل مصالح الشعب كأحد اهم قواعد الممارسة السياسية المشروعة ولكن المعروف هنا أنه حق يراد به باطل من قبل هذا الطرف أو ذاك للسيطرة على مجلس لا حول له ولا قوة فأصبح ليس "مجلس نواب الشعب" بل كما يصفه البعض "مجلس غرماء الشعب" والذي نسمع كل يوم بإقراره قرض بعد آخر بمئات الملايين ولا يتسائل أين يذهب وأين ذهب الذي سبقه وماذا حقق..؟! يشرع قوانين معظمها ضد الشعب، فأصبح مشرعاً لانتهاك حقوقه وحرياته. هذا هو المجلس الذي يدور الصراع عليه لصراع النفوذ على "السلطة" من حاكم ألف "التسلط والسلطة", ومن معارضة تأبى إلا أن يكون لها "نصيب" وحظ وافر فيه, واخر يبحث عن "الكعكة" فى وطن اصبح "منهوب"يتقاسمه أصحاب النفوذ وشعب فيه "مغلوب" على أمرة أصبح مغنما"وضحية.. الديمقراطية ليست انتخابات وبرلمان..؟ لا يمكننا أن نقول بأن صندوق الانتخابات هو الرمز الحقيقي للديمقراطية، كما يجري تصنيفه في الخطاب السياسي المعاصر.. فهذا زيف وكذب وافتراء.. إن انتخاب الشعب لممثليه في البرلمان خاصة في بلدنا غير مكتمل كبناء مستلزمات الديمقراطية..ولم نسمع فى كل ديمقراطيات العالم ان الديمقراطية هى برلمان وانتخابات فحسب وما عدا ذلك فلا . ان الانتخابات هي احدى قواعد الممارسة الديمقراطية وليس كلها فحقوق الانسان أولا" كمنظومة متكاملة وقيم مترابطة ببعضها ووجود أحدها لا يكون إلا بوجود الآخر بما تحمله من قيم وسلوك وممارسة وليست مجرد صور وشعارات جوفاء تخلو من آي مضمون حقيقي في الممارسة والسلوك فحينها لاتصبح ديمقراطية.. الديمقراطية في اليمن..؟ أن مجرد اللعب باسم "الديمقراطية" سوف لا يكتب النجاح لأي ديمقراطية إذ لا يمكن بناء اي تجربة ديمقراطية حقه من دون تأهيل المجتمع وخلق الوعي بالحريات والديمقراطيات واساليب الحياة الجديدة وقبول الاخر والاستفادة من الاخر ..ان اي مجتمع من مجتمعاتنا غير مؤهلة للديمقراطية ما دام الناس فيه يفتقدون لأبسط أنواع الحريات .. فلا يمكن لنا ان نلعب بمصير الشعب باسم (الديمقراطية) لنطلق ليس الحريات العامة، بل لنطلق العنان للتسلط والتفرد وللغوغاء والسفاهة ونجعل الانفلات بديلا" عن الانغلاق ، ونجعل المحاصصات بديلاً عن المشاركات، ونجعل الانقسامات بديلاً عن الوحدة الوطنية .. فالديمقراطية ليست صورة مشوهة للحياة العامة التي تريد ان تجعل من نفسها حياة حضارية متقدمة .. ماهية الديمقراطية..؟ ما هي الديمقراطية؟ هل هي هدف أم وسيلة؟ وهل هي سياسية فقط أم سياسية واجتماعية (اقتصادية)؟ وهل هي نظام وحيد قائم بذاته أم شكل من أشكال أنظمة الحكم السياسية؟ وهل هي محصورة في الانتخابات والبرلمان؟ وهل هي طبخة جاهزة تتحقق آنياً من خلال الدساتير والقوانين والأوامر أم هي عملية اجتماعية حضارية مستمرة وممتدة للتنمية البشرية؟ وهل هي انفتاح وحوار لا مشروط على الآخر أم ظاهرة استهلاكية بدون ضوابط وشروط سياسية واقتصادية في سياق التنمية المجتمعية؟ وهل تقوم في ظروف استمرار التبعية وتزايد المديونية الخارجية أم أنها تجسّد بناء الاستقلال الوطني وتطوير البنية الاقتصادية؟ وهل تتماشى مع اتساع سوء التوزيع للثروة وتهميش وفقر الأغلبية أم تتطلب السير نحو الاقتراب من التوازن بين الحرية السياسية والمساواة الاقتصادية؟ .. تساؤل..؟ فلنكن صادقين مع أنفسنا ونتسائل.. هل لديناحقا" "ديمقراطية"..؟ببساطة اذهب إلى(مجلس النواب)وسترى الجواب..؟ وهل لديناحقا""مجتمع مدني"..؟ببساطة اذهب إلي (وزاره الشئون الاجتماعية والعمل)وسترى الجواب..؟ لست يائسا"..! إنني لست يائسا" تماما" من العملية الديمقراطية في بلادنا ولست من الذين يزرعون اليأس ويبثون حالة العجز في القوى الطموحة للتحرر والتقدم بالعكس , ولكن ثمة اسس مفتقدة لابد ان نعترف بها في دواخلنا قبل ان نلقي بتبعات فشلنا على غيرنا .. كون الديمقراطية التي نحتاج إليها هي أولا" الإرادة السياسية, ليس من صاحب القرار السياسى الاول فى البلاد فحسب, بل من الجميع من أجل انقاذ البلاد من السير إلى المجهول، بالتقدم بالتوعيةمن اجل النضج العام الديمقراطي للمجتمع والعمل على إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية وإعادة الأخلاق للعمل السياسي كعمل نبيل وعمومي للوصول الى طريق التقدم والتحديث لتجاوز الأخطاء.. حالة استثنائية وفريدة..؟ إننا في اليمن حالة استثنائية وفريدة في الممارسة الديمقراطية التي تختلف عن ديمقراطيات العالم.. فهناك من يعرف الديمقراطية ويمارسهاحسب فهمه أنها (برط وخرط لقرط) الأموال والاستحواذ على الجاه والنفوذ بأية وسيلة وما على الآخرين إلا النظر فقط).. وآخر يعرفها بأنها (المشاركة والتقاسم لما سبق).. وآخر لا يعرفها لأنه (لا يعرفها ولم يسبق له أن عرفها ومارسها"وإنما يسمع عنها فقط).. فالحرية، والسيادة الشعبية هما العنصران اللذان تتشكل منهما الديمقراطية ولم نسمع في كل بلدان العالم أن فرقاء العمل السياسي هم من يحكمون ويتحكمون ببلد بأكمله وعناصر الخلاف والاتفاق حكرا"عليهم ومن اجلهم.. صراع محموم وطريق مجهول..؟ كل ذلك في سباق وصرع محموم وطريق مجهول مبني على أمزجة العقول غابت عنه ثقافة المعقول وتجاهل طريق الحوارالمعلوم المؤدي الى الوفاق والاتفاق لتعم الفائدة لمصلحة الوطن والمواطن لا غالب فيه ولا مغلوب.. تمنيات..! كم كنت أتمنى أن يكون الصراع والخلاف سببه ما يحدث من انتهاكات وتفرقة عنصرية ومناطقية بغيضة تقودها سلطة وتعززهامعارضة.. كم كنت أتمنى أن الخلاف سببه ما يحدث من نهب لأقوات الناس وحقوقهم.. كم كنت أتمنى أن الخلاف سببه احتدام المعارك فى صعدة وموت المئات وتشريد الآلاف وتدمير البيوت لولا المبادرة الوطنية والقرار الشجاع من "رئيس الجمهورية" الذى ضمد جرح الوطن النازف فى وقت كان الآخر يزايد على دماء الناس وأرواحهم ويتشفى بأخطاء الحاكم ولا يعمل من اجل إصلاحها.. كم كنت أتمنى أننا في صراعاتنا وخلافاتنا منذ عرفنا التعددية السياسية إلى اليوم منذ 18عام ان نرى نتيجة واحدة فقط تعود بالنفع والفائدة للشعب وللبلاد, بممارسة فعليه لمضامين الديمقراطية قولا"وعملاً وحقاً وحقيقة وسلوكا"وممارسة, بحيث تكون مغرماً وليس مغنماً وحسب.. كم كنت أتمنى أن من يصف اليوم السلطة ب"مجموعة سفهاء" ان يتحدث بذلك عندما كان شريكاً في السلطة وحليفاً استراتيجياً في حرب صيف94م وتقاسم النفوذ والغنائم ولوقت قريب مشارك فى معارك صعدة بالخفاء ويلعنها بالعلن يصمت عندما تندلع ويضج عندما تتوقف كل ذلك ليس من السفاهة بشي مدام فيها مغنم.. كم كنت أتمنى أن من يصف اليوم الحراك السلمي بالجنوب كلام فارغا ومعارضة الخارج بالعملاء والمتسكعين أن يتحدث بها بعد عام90م عندما كانوا شركاء في الحكم حينها كان الكلام مليان وليس فارغاً وكانت العمالة مغنماً.. كم كنت أتمنى أن من يتحدثون اليوم على الاستبداد والتفرد بالحكم ونهب أموال الشعب أن يتحدثوا عندما كانوا شركاء في الحكم..! حينها لم يكن تسلط واستبداد كونها كانت مغنم.. كم كنت أتمنى ومازلت أتمنى أن يتم التحدث والحديث فى هذه البلد ولو لمرة واحدة عن شعب ومعاناته وماذا قدمنا له وعملنا من أجلة في سبيل حقوقه المشروعة فحسب فهل ردينا مظلمة؟ هل أنصفنا "مسجونا"؟ هل أصلحنا أوضاعا" اقتصادية تزداد سوء" بعد سوء ولا يحرك البرلمان أي ساكن سوى في الحالة الوحيدة والاستثنائية التي حصلت في عهد رئيس الوزراء الأسبق "باجمال" وكانت صورة معبرة ورائعة للغاية للدفاع عن قوت الشعب المغلوب..!؟ وها هي الجرعة الاقتصادية صعدت الجرعة تلو الجرعة وفى سباق مع الزمن ولم نسمع من يحرك ساكناً سوى من يجعلها سبيل للمزايدة وليس للمعالجة.. وجهة نظر وسوء فهم..؟ هناك من أساء فهم قراءات مقالي السابق كلاً حسب نظرته وهواه فإذا بنا اليوم نقرأها واقعاً وحقيقة ومشاهدة كما أن ما طرحت لم يكن على سبيل النكاية أو المبالغة على هذا الطرف أو ذاك وإنما استشهدت بوقائع نعيشها ويعرفها الجميع ويجب الوقوف عندهاوعدم المكابرة من اجل الخروج منها وإصلاح ما مضى وعدم الخوض والاستمراروتقبل الرأي والرأي الآخر والنقد ولو كان قاسيا نوعا ما مادام صادقا ويحمل قضيه وهو المهم.. (لتتسع جادة الحوار الديمقراطي... ليتسع صدر الإنسان لسماع الرأي الآخر).. من المهم..! من الأهمية بمكان أن تكون ثقافة الوعي الديمقراطي الحقيقية فكرا"وسلوكا"وممارسة بقبول الرأي والرأي الآخر وإلا حينها تكون الثقافة الديمقراطية منعدمة وهو ما يعيشه البعض في أطره الضيقة وأنه على الصواب وقوله الفصل وعداه الخطأ وهو الخطأ بعينه مع تقديري لتلك القناعات وتقبلي لوجهات نظرهم .. ولكن أذا أردنا الوصول إلى ممارسة ديمقراطية حقيقية نعيشها ونمارسها كسلوك فيجب أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين.. العصمة لله واحده..! البعض يعتبر أن الممارسة الديمقراطية لا تكون إلا إذا هاجم الحاكم والسلطة القائمة ولوعلى (لاشى) إلا لمجرد الهجوم بدون موضوع أو قضية, وعدم نقد المعارضة بشئ لأنها دوماً على الصواب وما على الحاكم والسلطة الا ان تتقبل لانها الحقيقة.. وحينها تغيب الحقيقية فعلاً لان العصمة (لله واختص بها من أراد من أنبيائه ورسله فقط). [email protected]